هلع وفزع بين الناس، الكل يخشى الموت، ننام ونستيقظ في انتظار من سيموت اليوم...من سيصيبه هذا الفيروس لكي نبتعد عنه ونشمئز منه خوفا من العدوي، وكأننا نري أمام أعيننا أهوال يوم القيامة... (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) صدق الله العظيم
آية نقرأها ولم ندرك معناها، حتي جاءنا هذا الفيروس "كورونا" الذي لا يستطيع أحدنا أن يراه بالعين المجردة، جند من أضعف جنود الله... سُلط علينا لندرك أننا عاجزون أمام قدرة الله تعالي، الكل يخشاه ...نختبأ منه في جحورنا مثل الجرذان، احتار العلماء وعجزوا أمامه، يتخطفنا وقت ما شاء، يصيب منا الكثير ...فمنهم من يُشفي بقدرة الله تعالي...ومنهم من يموت ويعجز الأطباء في شفاءه، ويعجز العلماء في التصدي له، الكل أصبح أمامه ضعيف...عاجز...مكبل اليدين، ننصاغ الي بعض الوصايا من وزارة الصحة وكبار العلماء والأطباء...بغسل اليدين باستمرار والابتعاد عن الزحام والحجر المنزلي ، وصايا تخفف من الإصابة به، واذا مرض أحد من أهلنا ابتعدنا عنه وكأنه جرب، وإذا مات لا نصلي عليه ولا نمشي في جنازته حتي يرحمه الله، يدفن في التراب بكل حرص ، نخشي أن يصيب منا أحد، نتعامل معه كأنه جيفة مبغوضة ...رحمتك يا رب بعبادك...
أغلقت المساجد ودور العبادة جميعها، نختبأ في بيوتنا ولا حول لنا ولا قوة، نظن أننا نهرب من الموت الذي يلاحقنا كما يلاحقنا الرزق، فنطلب الرزق ونهرب من الموت! ضَعُفَ إيماننا وأصبحنا عالقين بالحياة، لم نعط لأنفسنا ولو فرصة وحيدة لنتعظ ونعود الي الله، ندعوه في كل وقت، فالدعاء يرد البلاء، شعرنا بضعفنا أمام أصغر جنود الله، أين أنتم يا من كنتم تتدعون الملك ...أين أنتم يا من كنتم تعتبرون أنفسكم أقوياء...أشداء، لن ينفعكم اليوم مال ولا جاه ولا سلطة، تخشون فيروس لا يري بالعين المجردة.
ولكن إذا نظرنا حولنا ...سنجد أن أكثر الدول إصابة بهذا الفيروس هم أمريكا وكانت من قبلها الصين وإيطاليا واسبانيا وإيران...الخ،...تحدوا الله وظنوا أنهم قادرون على محاربته! فسلط الله عليهم أصغر وأضعف جنوده فأسكن منهم القبور كالجيفة وأسكن منهم المستشفيات كالعجزة ...والباقية يختبئون في منازلهم كالجرذان، ألم نري فيهم من أراد أن يزيل دولة المقدس، ألم نري فيهم من صنع الدمية الجنسية والروبوتات التي ظن أنها لا تختلف عن البشرية! تحدوا الله في الخلق فسلط عليهم أضعف جنوده فجعلهم يتوارون في جحورهم ...يبكون في مصيبتهم ...يفرون من أهليهم ...كل منهم يقول نفسي ...نفسي...نفسي.
أما بالنسبة للدول العربية والإسلامية ...فلم يصاب فيها غير القليل، وسيحفظهم لله من هذا البلاء ، ولكن علينا توخي الحذر والإصغاء الي أوامر أولي الأمر ووزارة الصحة، فنحن في صدد أن نصل الي ما وصلت اليه هذه الدول الكافرة، أعلم أن بيننا نحن المسلمين مصابون... فربما أراد الله أن ينذرهم بما يفعلون ، يريد أن يعودوا لوحدتهم وتطبيق شريعة الله وعدم الاحتماء بالكفرة الضعفاء الذين ظنوا أنهم يقبضون بأيديهم علي هذا العالم الزائف، فينذرهم الله بأنه هو الملك ...القاهر...المعز ...المذل، أراد الله أن ينير قلوبنا نحن المسلمين بضعف هؤلاء الكفرة الفجرة، فلنحمد الله وندعوه بتضرع ونعود الي كتابه وسنة رسوله، نعود الي قيم الإسلام وطريق الفلاح ، نحافظ علي صلواتنا ونغرس قيم الإصلاح في أطفالنا ونعظم علماؤنا ومشايخنا، ونبتعد عن التافهين والسفهاء وأصحاب لهو الحديث والقلوب الفاسدة، نهتم بإصلاح أنفسنا ، ونعلم بأن الموت قريب ، سيأتي لا محالة، نتعظ من أهوال ومصائب الكفرة ، نتكاتف و ندعوا الله أن يحفظنا من هذا البلاء ، نهتم بنظافتنا ونطيع أوامر أولي الأمر منا، لا نريد أن نكون مثل الصين وأمريكا وايران وكل الدول التي غضب الله عليهم وسلط عليهم هذا الفيروس ليريهم حقيقتهم ويفزعهم ويفرق بينهم .
حفظنا الله وحفظ بلادنا مصر وجميع بلاد المسلمين...