"الثقة"، هي المُفتاح والمدخل لكل باب، فلكي تصل إلى أي شيء، عليك أولاً أن تجد مُفتاحه، فلو امتلكت هذا المُفتاح، ستفتح الباب بكل سهولة، بدون حاجة إلى أي وسائل عنف؛ لأن المُفتاح سيدخل بسهولة في الباب، ويفتحه لك على مصراعيه.
ولا يوجد مُفتاح يمكن أن يفتح كل الأبواب، مثل مُفتاح "الثقة"، فأنت عندما تكتسب ثقة كل من تعرفهم، تستطيع أن تصل لكل أهدافك من خلالهم، فمن يكسب ثقة رُؤسائه، يستطيع أن يصل لكل أهدافه في العمل، ويُصبح ذا خطوة، ورأيه يكون محل تقدير واحترام، وهذه الثقة يكون مبعثها الالتزام وأداء الواجب، ومن يكتسب ثقة مرؤوسيه، يضمن ولاءهم ورغبتهم في إنجاحه؛ لكي يضمنوا بقاءه معهم، لأنه يتحول إلى وسيلة للأمان بالنسبة لهم، وهذه الثقة لا تحتاج سوى الإدارة القائمة على الحُب والعدل والتواضع، ومن يكتسب ثقة من يُحب، يستطيع أن يكسب قلبه، ويعيش في ود ووئام وراحة وسعادة، وهذه الثقة تحتاج إلى فهم طبيعة الحبيب، ومحاولة التقارب معه ومنه، واحتوائه، لاسيما لو توصلت إلى نقاط ضعفه، واحترمتها، وكانت لك بصمات في حياته.
ومن يكسب ثقة الله، ضمن سعادة الدنيا والآخرة، وهذه الثقة تُبْنى على الحُب والعبادة الخالصة لله، لا طمعًا في جنته، ولا خوفًا من ناره، بل حُبًا له على كل ما يُنعم به علينا بدون مُقابل، والواقع أننا آمنا بالله، بسبب ثقتنا فيه، وهذه الثقة بُنِيت من نعمه، وتسامحه، ورحمته، وغُفرانه، وقُدرته.
فالثقة مُفتاح كل الأبواب المغلقة، فدع من حولك يشعرون معك بالأمان، فهنا لن يرفضوا لك مطلبًا؛ لأنهم سيُدركون أنك تبحث عن سعادتهم قبل سعادتك، وتخشى عليهم كخشيتك على نفسك، وتتمسك بهم مثل تمسكك بالحياة.
فلو نجحت في ذلك، تأكدْ أنك ستصل لكل أهدافك، طالما أنها بُنيت على أساس متين، وهو الثقة، ولو حدث وتزعزعت تلك الثقة، حاول استعادتها مهما بذلت من جهد؛ لأن نتائجها ستُهون الكثير من الجهد الذي بُذِلَ من أجل الوصول إليها، فلولا الثقة التي نُوليها لبعضنا البعض، لكانت الحياة انهارت من الخوف، والتربص، وعدم الشعور بالأمان، والفَطِنُ فقط هو من يملك المُفتاح الوحيد الذي يفتح كل الأبواب