كما نعلم، مقدار زكاة المال 2.5%، أى ببساطة خمس وعشرون جنيها على كل ألف، و25000 جنيه على كل مليون، و25 مليون جنيه على كل مليار.
من المؤكد أنه يوجد ببلدنا آلاف المليونيرات من أصحاب شركات الاتصالات ووكلاء السيارات وأصحاب شركات المقاولات والعقارات وأصحاب المدارس والجامعات الخاصة وسلاسل السوبر والهايبر ماركت وأصحاب المصانع والشركات والمطاعم الكبرى وكبار المستوردين والتجار، بالإضافة لكبار الفنانين من ممثلين ومطربين ومنتجين.. الخ.. وكذلك يوجد مليارديرات.. إذا كان هناك مائة ملياردير، وكل منهم يمتلك مليار جنية فقط، فيكون مقدار زكاة المال الواجبة 25 مليون x 100 = 2500 مليون، أى 2.5 مليار جنيه.. فما بالنا إذا كان عدد المليارديرات أكثر من مائة، والبعض يمتلك أكثر من مليار جنيه!..
إذا أدى هؤلاء وهؤلاء زكاة المال فلن يقل الدخل عن مائة مليار جنيه.. وهو مبلغ قادر على انقاذ الوطن والشعب من المصاب الجلل الذى أحاط به.. حتى تنفرج هذه الأزمة.. فنحن فى وقت أشبه بحرب.
الآن حان دور الجميع من ابناء هذا الوطن الشرفاء.. فالأزمة التى تمر بها البلد طاحنة وليست خافية على أحد.. ملايين العاملين تحولوا إلى عاطلين، خاصة الذين يعملون بـ "اليومية"، عمال وسائقين وفنيين.. والآن شبح الإفلاس يهدد كثيرين من أصحاب المحال والشركات، والديون تزيد وتتراكم، وأحد لا يعلم كيف ستكون المأساة اذا استمر هذا الوضع لشهر واحد آخر.. كثيرون يمرون بأزمات نفسية وآخرون بكل أسف صاروا يتمنون الموت..
الحكومة من ناحيتها، تقوم بدور لايخفى على أحد لتخفيف الأزمة، فقد أعطت إجازات مدفوعة الأجر لموظفيها، وهى بصدد صرف اعانات لمن يعملون باليومية، وأجلت الديون المتسحقة للبنوك لمدة ستة شهور، وتعمل جاهدة على توفير السلع دون نقص وعلاج المصابين مجانا.. الخ، ولكن ما من حكومة تستطيع دعم شعب تعداده مائة مليون نسمة وحدها..
الآن دور ابناء هذا الوطن الشرفاء..
تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر أن فلانا تكفل بمائة أسرة لمدة شهر.. وهذا شيء جيد ويثلج صدورنا بالطبع.. ولكن إذا كان ذاك الشخص يمتلك بلايين الجنيهات، وزكاة ماله تقدر بملايين، بينما تكلفة هذه الكفالة أقل من مليون جنيه، فلابد أن يعلم أنه لايزال عليه دينا شرعيا واجب الأداء نحو هذا الشعب.
معظم العائلات يوجد بها الغنى والفقير.. وأنا هنا أدعو كل مليونير بأن يتكفل بعدد من الأسر الفقيرة من عائلته.. فلو كان يمتلك عشرة ملايين مثلا فتكون قيمة زكاة ماله 250 ألف جنيه كل عام، يمكنه تخصيص راتبا شهريا وليكن ألف جنيه مثلا لكل أسرة.. هذا المبلغ سيحافظ على بقاء تلك الأسرة الفقيرة فى أمان وسلام، وسيكافئه الله بالبركة فى رزقه.
بالنسبة لمن لديه منتجات مكدسة فى مخازنه، وقد ينتهى تاريخ صلاحيتها قبل أى احتمال ببيعها.. الآن وقت التصدق بها على المحتاجين، والأقربون اولى بالمعروف.
وأخيرا، ليعلم الجميع أنهم لو أدوا زكاة المال لربحوا أكثر، لأنه بالمنطق، سينفق الناس ماحصلوا عليه من مال الزكاة فى شراء السلع والمنتجات، وبذلك سيدور المال دورته ويعود مرة أخرى لمن تصدق به فى البدء..
وهنا لاننسى قول النبى صلى الله عليه وسلم "مانقص مال من صدقة".
أدوا زكاة المال.. أدوا زكاة المال..يرحمكم الله!
زكاة المال صلاح للأحوال..