ابتلى الله عز وجل عباده بفيروس لا يرى بالعين المجردة سمى بفيروس كورونا-19 فى القرن الحادى والعشرين وقف أمامه العالم بما أحرزه من تقدم علمى هائل عاجزا حائراً غير مستوعب لما يحدث حيث أصيب الجميع بالهلع والخوف.
واستسلم الجميع ورضخ امام عنفوانه الخفى وجبروته المرئي ما بين مصابين وحصد للارواح لا يستثنى أحدا على أساس الدين أو الغنى والفقر أو اللون أو الجنس.
هذا الفيروس التقى فى مصائبه بفيروس جماعة اسسها حسن البنا فى عشرينات القرن الماضى كانت تعمل تحت الارض – فى الخفاء- وكانت تحصد الارواح لمجرد الاختلاف فى الرأى أو عدم الانصياع لافكارهم.
وتعامل المجتمع مع هذا الفيروس سنوات طويلة ما بين الشد والجذب حتى اتضحت معالمه للكافة وظهرت دلالاته واشكاله وانكشفت اعراضه للجميع وعانى منها القريب والبعيد حتى تم اكتشاف المصل المضاد له من الوعى والفكر اللازمين للقضاء عليه، وجارى الانهاء على اواخر ما تبقى منه حيث يلفظ انفاسه الأخيرة.
الى ان جاء فيروس كورونا-19 فى القرن الحالى فاذ بفيروس اخوان-28 يتهلل فرحاً وكانه جند من جنوده اتى لينتشله من سكرات الموت الاخيرة ورأيناهم يستغلونه فى كذبهم ويبثون من خلاله سمومهم وشائعاتهم لينتقموا من عدوهم اللدود وهم بنى الوطن الذين يعتبرونهم اعداء الله واعدائهم لمجرد انهم كشفوهم وازاحوهم من فوق اكتافهم.
وتغافل هؤلاء الكورونا -28 ان من لفظهم وكتب شهادة وفاتهم هم أنفسهم قادرون ايضا بمشيئة الله على هزيمة قرينهم او من رأوه شبيها لهم او نصيرا لهم كورونا-19 وسيكتب التاريخ ايضا شهادة وفاته عن قريبا.
فكورونا -28 و19 نالا نفس القدر من الجدل والتنقيب والبحث عن سر هذا الفتك وهذا الشر الدفين للبشر كل البشر.
ووصل الباحثون والمتعاملون مع كورونا -28 الى حقيقة ثابته وهى انه شخص واحد يتكاثر بنفس السمات والصفات مهما تباعدت الاوطان ومحال الاقامات واختلفت اماكن العمل واسماء المهن التى يمتهنونها والشهادات التى يحملونها.
فاللغة واحدة والافكار متطابقة مهما قل العدد او زاد بينهم رجال كانوا او نساء فى الشمال سكنوا او فى الجنوب –الاعراض واحدة وسمتهم واحد.
هكذا كورونا-19 نفس الاعراض فى جنوب السودان وكاليفورنيا وفى السعودية والفاتيكان وحتى إسرائيل.
وقد كتب الله ان يكون للاثنين ضحايا ولكن فى النهاية سينتصر الخير على الشر وهزيمة كورونا-28 ليست كما يأملون طوق نجاة وسهم حربة لهم فى صدور اعدائهم، ولكنها فأل حسن ليكون نهايته كنهاية قرينه اخوان-28 وسيصبح الاثنين فى الصفحة السواد فى كتاب التاريخ.
حفظ الله البشر، فهم خلقه وخلفائه فى ارضه وهو وحده صاحب امرهم ومقرر مصائرهم.