صغيرتى.. إذا جاء الأجل فلا تجزعى ولا تبكى عندما ترينى أصارع سكرات الموت، وإياكى أن تلطمى الخدود أوتتشحى بالسواد أوتصبحى أسيرة فى سجن الأحزان ... بل قولى الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون .. اصبرى واحتسبى فليس لكى من الأمر من شىء .. فإن الأمر لله وأنه حكم الله وقدره وسنته فى الحياة.. أن يزول البشر والأيام والدنيا فكل من عليها فان والبقاء لله ..... ليس لنا خلود فى الدنيا وما أكثر ممن سبقونا من الملوك والجبابرة والرعاة والعامة وتشهد عليهم شواهد قبورهم وضواريحهم ومعابدهم على مر التاريخ منذ أن خلق الله السموات والأرض وقدر أقواتنا وأعمارنا ..
صغيرتى ..إياكى أن يفتنك الشيطان ونفسك والدنيا والهوى فإنهم موكلين بكل إنسان يمر بتلك الأزمات .. فالحياة لن تنتهى بنهايتى ... كل ما أطلبه منكى يا صغيرتى أن تصفحى عنى وتسامحينى إن كنت قد أسأت إليكى فى يوماً من الأيام وادعو لى بالرحمة والمغفرة ، وأن يهون الله على سكرات الموت وأن يوسع الله مدخلى وأن يرزقنى الشهادة وأن يكون أخر كلام لى فى الدنيا لإ إله إلا الله .. محمداً رسول الله ..
صغيرتى .. الموت هوالحقيقة الوحيدة فى الحياة الدنيا، وسوف نبعث مرة أخرى يوم القيامة ليتحدد مصير كل منا فى ذلك اليوم .. إما النجاة فى نعيم الجنة وإما الشقاء فى نار جهنم وحرها والعياذ بالله ... انظرى حولك وخذى من كل شىء عظة وحكمة فإن الشمس مهما طالت .. تموت عند غروبها ومهما طال الليل فسينطوى بنهار جديد .. سوف تزول كل متاع الدنيا فلا يغرنك زخرفها ..
صغيرتى .. أوصيكى بتقوى الله وأسألك أن تزرعى فى أبنائنا حب الصلاة والقرآن واتباع سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ومكارم الأخلاق.. فإن هؤلاء هم عصمة الأمر وثبات النفس وسلاح المرء فى مواجهة أسوأ الفتن ما ظهر منها وما بطن ... فاثبتى على الحق والبر فهما طريق النجاة.
صغيرتى .. سوف أتركك فى رعاية الله فلا تقلقى من فوات الرزق، فإن الله لن يضيعك فهو رحمن رحيم بعباده وهو الرزاق الكريم وقدر لكل منا رزقه وعمره ولا تكلفى نفسك أكثر من وسعها ولا تجعلى الدنيا أكثر همك ولا مبلغ علمك، واعلمى أن خير الأعمال فى الدنيا هى الباقيات الصالحات والصبر على الابتلاء وكثرة الاستغفار وذكر الله أولاً بأول، وأخيراً أودعك على لا إله إلا الله محمد رسول الله.