اقتصاد العالم أجمع قائم على مُصطلح واحد وهو "المُستهلك"، فلا تجارة ولا ربح بدون الانصياع لفكر وتوجه المُستهلك ومدى حاجته للمُنتج أو الخدمة، وقُدرة المُستهلك على الدفع وعلى الشراء لها بالغ الأثر فى توجيه الاقتصاد نحو أماكن بعينها عن غيرها.
ببساطة مُتناهية لدينا اقتصاد لدولة ما مُتأكل ما هى الإسعافات الأولية لكى ينتعش هذا الاقتصاد؟
لنُعطى مثالاً دولة مثل "كينيا" وهى دولة إفريقية فقيرة لكنها دولة واعدة وتُريد أن تنشط اقتصادياً ورأس حربة الاقتصاد بها مُعتمد على السياحة، نُريد الآن أن نُنعش اقتصاد هذه الدولة، والحل ببساطة هو توفير مُستهلك لديه قدرة على الدفع وراغب فى الشراء، والقدرة على الدفع تأتى بأجور مُرتفعة والرغبة فى الشراء تأتى بالحاجة المُلحة للمُنتج والثقافة الاجتماعية حول طبيعة المُنتج.
نريد أن نجعل لكينيا اقتصادا قويا لا بد وأن نُعطى للمواطن بكينيا راتب قوى ونوفر له مُنتجاً يتماشى مع ثقافته وهناك حاجة مُلحة بداخله لشرائه، هنا ستجد اقتصاد كينيا مُنتعشاً يغدو مع خطوات الزمن نحو القوة.
يأتى السؤال المهم الآن كيف نُعطى للمواطن الكينى راتباً قوياً والدولة فقيرة؟
بالتأكيد هناك مشروعات قائمة وتعمل فى كينيا وإلا فهى لا دولة، وينبغى هنا أن تبذل كينيا كامل الجَهد كى يتقاضى المواطن الكينى أقصى دخل مُمكن من عمله بقوة دستورية يُنظمها القانون داخل الدولة، وهنا سيتحول الراتب إلى داعم أساسى لاقتصاد كينيا.
إذن الآن لدينا رواتب قوية وخدمة جيدة تتماشى مع ثقافة المُجتمعات ورغبة فى الشراء، ستجد الدنيا تعمل والاقتصاد يتعافى وينشط، ولكن هناك عوامل أخرى سياسية خبيثة تدخل لقلب هذه المُعادلة رأساً على عقب، فلدينا مثلاً شخص لديه راتب قوى وهناك منتج جيد ورغبة فى شرائه والاقتصاد يعمل، فجأة يتم فرض نوع من الإرهاب فى موضع هذا الاقتصاد القوى فلا يستطيع المواطن أن ينزل ليشترى ولن يُضحى المُستثمر بأموال بضائعه فى هذا المكان المُرهب أو يتم تسريب شائعات أن المنتج يأتى بالأمراض أو الحَيل حول ارتفاع سعر المنتج لعوامل واهية أو ابتكار طرق تجعل المواطن يعزف عن الشراء لكى تتوقف المُعادلة وبالتالى يتوقف الاقتصاد.
المهم الآن الأقراص السريعة لإنعاش أى اقتصاد هى :
1- درأ أى ألعاب سياسية تمنع استمرار النشاط الاقتصادى سواء الأمن أو الشائعات أو التسويق المُضاد لجعل المُعادلة تنتقل من مكان لآخر.
2- بذل أقصى الجهد من قِبل الحكومات من خلال الدساتير والقوانين التى تُمكن الفرد من الحصول على أقصى دخل مُمكن من خلال عمله، ليُصبح لديه قدرة شرائية كبيرة تُمكنه من إحداث نشاط تجارى وبالتالى ينشط اقتصاد الدولة.
3- لا تنشغل الدول بتحصيل الضرائب أكثر من انشغالها بالأفراد، فالانشغال بالأفراد سيُعطيها ضرائباً أكثر أما الانشغال بالضرائب دون دُخول سيقلب عملها إلى عقاب قاسٍ تُوجه نحو مواطنيها وبالتالى تتوقف المُعادلة ويترنح الاقتصاد تِباعاً وهذا لا نريده.