بيان للتحرك بالتقوى.. والتقوى جعلها الله عز وجل غاية الصوم وحكمته.. وهي التي تحقق الوقاية الحضارية للإنسان والمجتمع المسلم.. ولنتأمل الخطاب القرآني بآيات الصيام وكانت بصفة الإيمان..
وقال تعالي: (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة 183 ..
والله عز وجل خلق الإنسان ومنحه كل مقومات الحياة من أجل تحقيق الاستخلاف الإلهي.. واكتشاف سنن الكون.. وما أودعه الله في فطرة الإنسان ليس عبثا أو بلا غاية.. من هنا جاءت العبادات في الإسلام لتقويم السلوك.. ولتنمية شخصية العقل المسلم.. وثوابت العقيدة تخاطب الوجدان.. وحينما يسمو الفكر الإنساني وينتظم أدائه مع ثوابت العقيدة.. ينال الإنسان رضا الله عز وجل.. والله بحاجة للذكر في كل زمان ومكان..
وقال تعالي: (يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا & وسبحوه بكرة وأصيلا) الأحزاب 41/42 ..
- وعطاء الصوم الحضارى.. يصحح مسار حركة فرد ومجتمع.. وفي الصوم نفحات ربانية حتى تسود الفضائل بالتماسك والتكافل الاجتماعي.. لأن حركة الحياة الإنسانية تشهد الصراع بين القيم وتصل لحد التضاد.. كالإيمان والكفر.. والتقوى والفجور.. والهدي والضلال.. والخير والشر.. والإصلاح والفساد.. الإسراف والتقتير.. الخ.. وهذا توضيح بأن دعوة الإسلام دعوة للخير والعمل الصالح.. وجاءت فرضية صيام رمضان..
لقوله تعالي: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة 185
وقال الرسول (صلي الله عليه وسلم): "إن الله تبارك وتعالي: فرض صيام رمضان عليكم.. وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا.. خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه أحمد
- وعطاء الصوم الحضاري له دلالات دينية لنيل رضا الله عز وجل .. والخوف من عقابه والمسلم بحاجة للتجارة مع الله ..
وقال تعالي: (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور رحيم) فاطر 30 ..