القارئة أمينة هاشم تكتب: من لبيك اللهم هجرة إلى عاوزين نرجع مصر‎

الوطن ليس مجرد خطوط على خريطة ولا شوارع هرمة يهتز حنين الذكريات بوقع الخطوات عليها، ولا أحداث حفرت بصماتها على جبين أيامنا، ولا أشخاص انصهرنا وإياهم فى الحياة فامتزجت أرواحنا بهم، ولا أغنيه تدق أبواب القلب فتلمع دمعة خفية فى العيون المرهقة، ولا شواهد قبور تضم رفات الآباء والأجداد، ولا كلمة تلقى بلا عناء فتجد لها صدى فى القلب الحزين، ولا أحداث ومواقف تصنع التاريخ، ولا نتوء وأخاديد تصنع الجغرافيا، نحن الوطن، والوطن نحن. تأخذنا الحياة إلى اسقاع الأرض وننصهر فى بوتقة الخطوب والأهوال والأفراح والأتراح... ولكن فى النهاية لا محيد عن الوطن نرجع إليه كيفما شاء القدر أحياء مستمتعين أو أموات نوارى الثرى فى أعماقه العزيزة. لذلك من فقد بوصلة حب الوطن فقد فقد ذاته، ولكن ثمة أحداث أخيرة كانت كوقع المطارق على رؤوس التائهين عن الحقيقة، فذكرتهم الحقيقة الخالدة.. أن لا أرض لنا ولا مأوى إلا أرض مصر... حفظ الله مصر لنا وحفظنا لمصر.