حقا علينا أن نبرز التحية والتقدير عالية مدوية لكل يد تعمل فى مجال التمريض نعم هذه الفئة العظيمة تضحى وتضحى. تضحى بنفسها بكل حب وعطاء من أجل تخفيف ألم لمريض لا تعرفه من قبل ولا توجد علاقة قرابة به كل ما يربطها هو أعلى درجات الإنسانية بكل لغات العالم وتدرك أن أخطار الموت تجاهدها وكلاليبه تحاول أن تنهشها لأنها تضع نفسها فى مواجهة فيروس يرعب العالم. إنها بطولة حربية كبيرة.
وأيضا تضحى بأسرتها وأولادها وتسبب لهم القلق والاضطراب المتواصل كم تركت أطفالها صغارا بلا رعاية أو تطبيب لمرضهم وفى نفس الوقت ترعى وتمرض شخص لا تعرفه إنه أعلى إنكار الذات. كم وقفت وسهرت الساعات الطوال واقفة على قدمها ترعى هذا وذاك وتتحرك حركة دؤوبة لا تهدأ طوال الليل والنهار وقبل ذلك قطعت مسافة فى المواصلات قد تزيد على مائة كيلو مترا يوميا كى تصل لعملها وقد تتعرض لمضايقات شهدناها وسمعنا عنها
ولكن هل فتشنا عن حال هؤلاء الفئة هل قدمنا الرعاية لهم ولأسرهم هل وفرنا وسيلة مواصلات آمنة لهم هل قدمنا رعاية صحية تليق بهم؟ الإجابة تحتاج إلى نظرة شاملة لهم بعين الإنسانية التى يهبونها للناس بدون حد أقصى.
يا سادة يا كرام إننا نطالب بوسيلة مواصلات خاصة بالتمريض والعاملين بالصحة تنقل التمريض من مركز الزرقا الى مستشفيات دمياط مثلا.
هل قدمنا الرحمة للمرضة الحامل فى الشهور الأخيرة وتقطع مسافة مائة كيلومتر يوميا ونقول لها الأحازة ممنوعة.
هل قدمنا رعاية صحية تليق بالتمريض؟ وهنا أذكر واقعة لطبيب أسنان فى مستشفى مركزى رفض الكشف على ممرضة تتألم بشدة وقال لها قومى من على الكرسى وانتظرى دورك مثل أى مريض وطردها من حجرة الكشف.
هل قدمنا رعاية اجتماعية لأولاد الممرضة وخصصنا حضانات لهم قريبة من عملهم تابعة لنقابة التمريض أو المستشفيات بأجر رمزى؟.
هل قمنا بضم التمريض للمهن الطبية كى ينال بدل العدوى مثلهم؟
هل قمنا بمعاملة من يصاب أو يسقط من التمريض معاملة الشهيد أو المصاب فى معركة حربية؟
إننا نطالب بالنظر إلى هذه الفئة بعين الرحمة لأن تضحية التمريض بالنفس والأهل والأولاد ليست وليدة اليوم واللحظة، بل هى تضحى دائما وستضحى وتضحى من أجل مصرنا الغالية، حفظهم الله جميعا ورحم موتاهم وشفى المصابين منهم.