المسحراتى مهنة موسمية ترتبط بشهر رمضان فقط ، فمن أبرز مظاهر شهر رمضان المبارك هو المسحراتى، تلك المهنة الشعبية وثيقة الصلة بتراثنا الشعبى، وأيضًا الإسلامى، ففي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان بلال بن رباح رضى الله عنه يقوم بمهمة التسحير بصوته العذب الجميل فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنَّ بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن مكتوم" فيمسكون عن الطعام والشراب وكافة مبطلات الصيام.
مهنة المسحراتي تغيرت كثيرًا عبر الزمن وعلى الرغم من أن تلك المهنة تنتشر في أغلب البلدان العربية وتتخذ مظهرًا فولكلوريًا متناغمًا مع الأجواء الرمضانية ، لكن الأمر في التراث الشعبي المصري يأخذ منحى آخر، فالمسحراتي بهيئته و البازا (طبلة المسحراتي) وأقواله ونداءاته هو إبداع مصري أصيل غير مستلهم أو متكرر في أي مكان في العالم
ويذكر لنا المستشرق أدوارد وليم لين من القرن الثامن عشر وأثناء إقامته في مصر ويقول : في كل ليلة من ليالي رمضان يجول المسحرون ليقولوا أولًا كلمة ثناء أمام كل منزل يستطيع صاحبه أن يكافئهم، ولكل قسم في القاهرة مسحر ويبدأ المسحراتي جولاته بعد العشاء (التراويح) ممسكًا بشماله طبلًا صغيرًا يسمى بازًا أو طبلة المسحراتي وبيمينه عصا صغيرة يضرب به ويصحبه غلام صغير يحمل قنديلين في اطار من الجريد ويقفان أمام منزل كل مسلم غير فقير في كل مرة يضرب المسحراتي طبلة ثلاث مرات.
وكان المسحراتي قديمًا يروي قصصًا وحكيًا شعبيًا أثناء جولاته الليلية وهذه القصص ذات طابع ديني مثل قصة الجمل، قصة الثعبان، وقصص فكاهيه آخرى وبعد ذلك يبدأ في التحية والنداء على أصحاب المنازل ونذكر تحية المسحراتي لست العرايس ويقول :
ست العرايس يا حبيبة الصباح
يا عقد جوهر فوق صدور الملاح
يا مسك تركي اينما هب فاح
ونسأل الله العلى القدير
يعود عليكم الأيام بخير
وتعيدوا في عز وسرور
وكل عام وانتوا بخير