فى عُمق الحياة الإنسانية التي يعيشها المرء بين الجراح والألم،
ليحيا عليه أن يموت مرات، مرة تلو الأخرى. قد يأخذ دور غيره،
غير ناظر لعاقبة أمره؛ تنتابه الأنكال مرة، والهموم البِكر مرات؛
حتى ينعم ويطمئن في مواجهته لما هو أشد إيلامًا. ظُلم وظلمات
تعكر خُطى طريق وصوله وتَنهشه، كما أن البدايات المريرة،
قد يتلوها ما هو أشد مرارةٍ، على أملٍ أعرج الرجلين، لكن لا شك
في النهاية ما يطمئنُ قلبه، ويسعد خاطرهُ، ويثلج صدره، بقدر
ما نال من الصِعاب. جراح إنسان، وجِراحات شعوب، وجراحات أُمَّة،
فأشد تلك الجراحات؛ تلك التي تُكبت ولا تُكتب، فكثيرٌ كراعي لا يزنها!
فردد: لنا الله، يا صاح.
وردد مرة أخرى:
لنا الله في كل بائقة تبوق
فلكل شىء منتهى، طال أو قصر الطريق!