القرآن الكريم كتاب شامل كامل لاحتوائه على كل ما يحتاجه المسلم لتقنين والتعرف على صلته بالخالق سبحانه وتعالى وبينه وبين الناس وهذه مهمة الدين ليكون القرآن هو المصدر التشريعى الوحيد فى حياة المسلمين ... فقال تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شىء" وقد أمر الرسول الصحابة بعدم تدوين أى شىء عنه ما عدا القرآن فقط ...
إن من حقنا كمسلمين أن نطالب العلماء والفقهاء وكل من لديه الكفاءة والمؤهلات من جميع البلدان الإسلامية بالبحث والاجتهاد المستمر لأن التجديد هو قانون الوجود لمواكبة كافة العصور ---- فلنترك الماضى بأخطائه ولفترات الكسل والتراخى التى فتحت الباب على مصراعيه للكثير من أعداء الإسلام لدس الفتن والمؤامرات والبدع التى لازمتنا فى كافة الدول حتى اليوم والتى جعلتنا مقلدون لا مجتهدون --- إننا نلاحظ اليوم أنه إذا أراد الفقهاء البحث عن حل شرعى لمشكلة ما فإنهم يتجهون نحو بعض الكتب الفقهية القديمة أو من بطون كتب ظهرت فى عصور ضعف ووهن مرت بها الأمة الإسلامية ويأخذون بما جاء بها من فتاوى وحلول كانت متطابقة فى زمان غير زماننا ---- متناسين أو ناسين أن آراء هؤلاء الفقهاء الأجلاء لم تكن قاطعة أو نهائية أو هى حق مطلق ... فى زمانهم !!
الاجتهاد فى عصرنا هو فريضة غائبة كما يقول العلماء وممارسة الاجتهاد فرض عين على كل من لديه المؤهلات لذلك فى كل الدول الإسلامية ... ولا ينقصنا سوى الشجاعة والصبر لنرفع قيد دمر حياتنا لمئات السنين وهو "التقليد" ونضع جميعا مكانه " العقل البشرى " مؤكدين على أن يكون التدخل بالطبع فقط فى الشروح لا فى المتون وبإشراف كامل من الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء.
فإلى متى سنظل نحتفظ بالآلاف من الشوائب والخزعبلات والبدع والفتاوى المضللة التى تأكد منها العلماء والفقهاء فى عالمنا الإسلامى والتى تتطلب منا سرعة حذفها وأسقاطها نهائيا من جميع مدوناتنا -- والتوجه لنشر وطباعة الصحيح والمؤكد فقط ووضعه فى متناول كافة المسلمين المجتهدين السائرين على خطى الله العلى العظيم ورسوله الأمين ولنعمل كما تعلمنا من الآية الكريمة "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.