يسعى الإنسانُ فى هذه الحياةِ إلى تحقيقِ السعادةِ، ويعتقدُ أنَّ أهمَّ أسبابِ السعادةِ النجاحُ، والنجاحُ أمرٌ يحتاجُ إلى بذلِ جهدٍ، ولي وجهةُ نظرٍ في الإجابةِ عن سؤالٍ: ما السببُ الأبرزُ في تحقيق النجاح؟.
والواقعُ -عزيزي القارئُ- أنَّ أسبابَ النجاحِ كثيرةٌ ومتعددةٌ ولسنا هنا بصدد سردها أو تعدادها، ولكني أكتبُ إليك اليوم لأتحدثَ حول السببِ الرئيس في تحقيقِ النجاحِ وأرى أنَّ هذا السببَ هو (الاستمراريةُ) ، نعم الاستمرار في السعي هو السبب الرئيس لتحقيق الهدف وبالتالي هو السبب الرئيس في تحقيق النجاح والذي يترتب عليه سعادةُ الإنسانِ.
النجاح في عُرفنا هو وضعُ هدفٍ ومحاولة الوصولِ إليه وتحقيقه، والكثير منا – للأسف- يضعُ الأهدافَ ولا يصلُ إليها والسببُ في ذلكَ هو ( عدمُ الاستمرارِ في السعي) التَّوقفُ عن السعي ؛ ولذلك أقول لك إذا أردت النجاح فاستمر.
بالملاحظةِ قد نجدُ خلال مسيرة حياتنا أنَّ هناك إنسانًا من المميزين الفائقين المالكين المهارةَ والكفاءةَ، ولكنه ظهر فجأة ثمّ اختفى كومضةٍ لمعت ثمّ انتهت وذهبت إلى غير رجعة.
وفي المقابل نجدُ إنسانا آخرَ ضعيفَ القدرةِ ليس مميزا أو فائقا أو ممتلكا المهارةَ الكاملةَ، ولكنه رغم ذلك نجح وحقّقَ هدفَه، فما السببُ؟
السّرُّ يا عزيزي هو الاستمرار لذلك نصيحتي إليك الآن: استمر، وإن ضعفت قدرتُك، استمر وإن قلت إمكاناتُك، واجتهد، وحبذا لو سعيت لزيادةِ معارفكَ وامتلاك المهارة أثناء سيرك واستمرارك في السعي إلى تحقيق هدفك.
وفي الختام تأمل إجابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فعن عائشةَ أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: سُئل النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى الله؟ قال: (أدومُها وإنْ قلَّ. وقال: أكلفوا من العمل ما تطيقون)رواه البخاري(6465) أدومها أي التي تكتسب صفة الديمومة والاستمرار، لذلك استمر كي تصل وتحقق هدفك.