فى الصيام كنت أسمع دائما كلمة عند أذان المغرب لا تأكل قبل أن يتشاهد. دائما تقولها أمى باستمرار حتى حفظتها. وكنت أقاوم جوعى احتراما لها. وعندما كبرت قالوا: عجل وأسرع فى تناول طعامك من السنة تعجيل الإفطار. أفطر على تمر وحبات وتر. وإن لم تجد فالماء ونصلى المغرب فى المسجد ثم نعود لبيوتنا .
وفى الأونة الأخيرة لا حظنا اختلافا فى توقيت الأذان، حيث إن محافظة دمياط تتأخر دقيقتين عن توقيت القاهرة يعنى لو أفطر أهل دمياط على غير توقيتهم يكون فى خطورة على صيامهم.
وهنا تذكرت وصية أمى السيدة التى لا تعرف القراءة والكتابة لكن فطرتها سليمة. فكانت تأمرنا ألا نأكل إلا بعد أن ينطق المؤذن الشهادتين. وفعلا الوقت الذى يستغرقه المؤذن حتى بنطق الشهادتين يعادل فرق التوقيت فى الأذان بين توقيت دمياط وأذان الراديو الذى يتبع توقيت القاهرة. وهنا حمدت ربى لأن بفطرة أمى السليمة. أنجتنا من الافطار قبل انتهاء الوقت فيكون الصوم باطلا. رحمة الله عليك يا أمى ورحم الله أمهات المسلمين أصحاب الفطرة السليمة والقلوب النقية.