يعمل من الفسيخ شربات، مثل من مئات الأمثال الشعبية الموروثة، والفسيخ لمن لا يعرفه هو السمك المملح، من ابتكارات الفراعنة للاحتفاظ بالأسماك لفترات طويلة واستعمالها فى الطعام، والفسيخ نقيض الشربات فى الطعم والريحة والمثل يدل على البراعة الشديدة وأحيانا يدل على الخداع والمناورة والقدرة على تزييف الأمور وتحسينها بما لا يتلاءم مع طبيعتها، كأعلام التنوير الزائف عندما يقلب الحقائق رأسا على عقب.
والمثل له أكثر من تأويل لفعل المستحيل فى سبيل من نحب وبذل أقصى الجهد حتى بلوغ المراد، فالمحب يمكنه تذليل العقابات أمام من يحب بتحويل الشىء المالح إلى حلو المذاق، والعامل أيضا يمكنه تحويل الفسيخ إلى شربات، عندما يقبل على العمل بعزيمة وإخلاص وهذا ما يحتاجه وطننا فى تلك الأيام تحويل حالة الإحباط إلى شربات، ومن أكثر المهن التى تعمل على تحويل الفسيخ إلى شربات هما الحلاقين والكوافيرات، فكم من عروس ترى ليلة الزفاف بوجه وفى الصباح التالى بوجه آخر، ويقال يخلق من الفسيخ شربات عندما نرى طفل فائق الجمال لوالدين دميمين، والفسيخ هو سيد المائدة المصرية يوم شم النسيم رغم تحذيرات الأطباء من سمومه، إلا أن الأسرة المصرية تستطيع تحويله إلى شربات به أكسير الحياة.