إنه صديقنا، أو بالأصح كان صديقنا، كان رمزا للحيوية والنشاط، مثقف لأبعد الحدود، قصته نحفظها جميعا، نحن الأصدقاء.
كنا شبابا نخطو خطواتنا الأولى فى الجامعة، تعارفنا فتصادقنا،، كان شعلة من الذكاء والنشاط، الأول هو دائما فى الدراسة، أحب زميلة لنا، جميلة تتسم بالبراءة والحيوية والأدب الجم، قصة حبهم صارت رمزا للحب العذرى والوفاء. أربع سنوات من الدراسة والحب، ولأنه الأول أحبه زملاءه وأساتذته، لتفوقه ونبوغه.
كانت هى حافزه الأول والأخير، تدفعه للأمام، وحرص هو على التفوق من اجلها، كانت حياته تدور فى فلكها، وكانت حياتها تستمدها منه.
السعادة ترفرف على علاقتهما البريئة، دائما ما نراهما بين المحاضرات فى جد ومذاكرة ومراجعة للمحاضرات، تأنبه على التقصير، وتشجعه على التفوق. تخرجنا فى الجامعة وكان أولنا كعادته.
قرر أن يتقدم لخطبة محبوبته، ذهب لوالدها والذى كان أستاذا فى الجامعة، رفض طلبه لمجرد وجود حب بينهما، رفض طلبه بشدة وطلب منه الابتعاد عن ابنته، أصابتهما صدمة، مرت شهورا لم يفقد خلالها الأمل تقدم لنيل الدراسات العليا. وأعاد الكرة مع والد فتاته، فقابله بالرفض والتوبيخ،حاولت الفتاة مع أهلها دون جدوى، قررا أن يعيد الكرة بعد نيل تمهيدى الماجستير، أتمه بتفوق لعله يكون سبب لقبول والدها وهو رجل العلم، وقوبل برفض اشد من سابقيه.
أيقن ساعتها استحالة فوزه بحبه الكبير، وتحت ضغط انصاعت الفتاة لوالدها، أصابها المرض والضعف، وترك صديقنا الدراسة والماجستير، وانزوى فى ركن بعيدا لم نعرفه، حاولنا البحث عنه دون جدوى.
نسينا أمره مع مرور الزمن وان كنا نذكر قصته عندما نذكر الجامعة، وعلمنا زواج فتاته من شخص أخر بإكراه من والدها.
انقطعت أخبار صديقنا لسنوات وسنوات. اختار الحياة بعيدا أو ربما الموت بعيدا. حتى حدث المفاجأة الأسبوع الماضى، عاد إلينا صديقنا القديم عاد صديقنا العاشق كما كنا نسميه. عاد مصطحبا حبه القديم، عاد مقبلا على الحياة لتعويض ما فاته منها وبجانبه حبيبته تشجعه كما كانت من قبل، فرحنا بهما، سألنا عن سر عودتهما فقال لقد عادت إلى حبيبتى فعادت بها الحياة.
كنا نبحث عن بعضنا بعدما تخلى عنها الزوج الذى اختاره والدها.عاد صديقنا وعادت له حبيبته.
الحب الحقيقى هو ذلك الحب الذى يدفع الإنسان للنجاح وينقى الروح من الرذائل.الحب الحقيقى هو الذى يستمر رغما عن الجميع يستمر فى الوجدان رغم مرور السنين.
هذه قصة صديقنا العاشق صاحب قصة الحب العذرى، حب قاوم الموت وعاد ليحيا من جديد.