برد وصقيع، أمطار وبروق ورعود، رجفة وقشعريرة، هكذا هو الشتاء، هكذا عهدناه وهكذا تقبلناه وهكذا نحياه....
ولكن...... ما اقسي شتاء المشاعر، مشاعر جافة متصلبة باردة لا روح فيها ولا حياة، هناك قلوب قاسية تضخ مع الدم آلاما وأحزانا قاتلة، تسمم أجسادنا، وتقتل أرواحنا.
يهرع المحب الي حبيبه ناشدا دفء حبه، محتميا به من برد الشتاء وقسوة الايام ومصاعب الحياة، ولكن لمن يلجأ من برودة مشاعر ذلك الحبيب، من يدفئ صقيع روحه، من يروي جفاف مشاعره، من يظلل عليه من يحميه من صفعات الزمن ونوائب الدهر، كيف يأمن وملجأه هو الرعد والبرق والعاصفة الهوجاء الكاسحة.
شتاء يعقب شتاء، يأتي ويمر وينتهي، والمشاعر جامدة وافقة وساكنة، يغلفها جليد التكبر والغرور وتميتها القسوة.
ذوو المشاعر الجليدية يقبعون في شتاء دائم وجليد راسخ لن يذيبه سوي الحب الصادق.
لا تخفضوا حرارة مشاعركم، لا تطفئوا لهيب الحب من قلوبكم، اسمحوا للربيع بالمجيء، أطلقوا العنان لوروده وزروعه للنمو والازدهار.
اذيبوا الجليد عن مشاعركم قبل أن تسكن في جمود دائم.