القارئة سلمى محمد مراد تكتب: أدب أم غضب؟!

لا شك أن فيروس كورونا مثل غيره من الفيروسات له تأثيره على الناس جميعًا؛ لأنه قد يصيب أغلبهم، إن لم يكن بالتعب الجسماني، فإنه يصيبهم بالقلق الشديد، كما أن أكثر ما يصيب الناس بالقلق تجاه هذا الفيروس بالتحديد هو أنه حديث الإكتشاف و لم يتم العثور على علاج فعال له بعد، كما لا يخفى على أحدنا ما أدى إليه هذا الفيروس من سلبيات وإيجابيات محلية و عالمية. ومن السلبيات التي كانت بالغة التأثير على المدى البعيد على الفرد و المجتمع، وقف حركة الطيران حول العالم، مما أدى إلى تعطيل العديد من المصالح الضرورية، توقف السياحة الخارجية و الداخلية، مما أثر سلبًا على اقتصاد الدول التي تعتمد بشكل أساسي على السياحة كمصدر رئيسي للدخل القومي. أما الإيجابيات التي حدثت نتيجة انتشار فيروس كورونا فهي كثيرة نذكر منها : تقليل الإنبعاثات الناتجة عن المصانع والتي تؤثر سلبًا على الماء و الهواء، الإتجاه إلى التكنولوجيا لممارسة متطلبات الحياة من دراسة أو تدريس أو أعمال بنكية. وعلى المستوى الأسري فقد كان لظهور فيروس كورونا جانبه الإيجابي في زيادة ترابط أفراد الأسرة بعضهم مع بعض، فقد أدت إجراءات الوقاية من إنتشار فيروس كورونا إلى زيادة بقاء أفراد العائلة معًا فلم يعد الوالدان على نفس القدر من الإنشغال بحياتهم العملية، كما لم يعد الأبناء منشغلين عن آبائهم و أمهاتهم بالخروج إلى استذكار دروسهم أو مقابلة زملائهم. وحيث أنه فيروس مثل الفيروسات الأخرى فإننا نطمح أن يتم التوصل إلى علاج له أو مصل للوقاية منه و ذلك بالعمل الدؤوب الذي يقوم به الأطباء من أجل الوصول إلى علاج فعال يقضي على فيروس كورونا ، لكن يجب علينا جميعًا أن ندرك أنه مهما حاول الأطباء أن يأخذوا بالأسباب من أجل الوصول لعلاج لفيروس كورونا فإنه لن يتم تحقيق أي تقدم في هذا السعي - أو في غيره - إلا بتوفيق من الله - سبحانه و تعالى - لهم. وفي هذه الأثناء سيكون السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستعود الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل في جميع مناحي الحياة بأريحية تامة؟ ، أم أنه سيتم توخي الحذر أثناء مزاولة الحياة اليومية، بحيث يعود الجميع إلى مزاولة أعمالهم غير متناسين ما مروا به من صعاب في مواجهة هذا الفيروس؟ وإجابة على هذا التساؤل فإنني أعتقد أنه لا إجابة واحدة لهذا السؤال، لكنه يخضع لأهواء الناس أنفسهم، فكل فرد سوف يتعامل بعد هذه الجائحة مثلما كان يتعامل في وجودها، فمن أخذ حذره من هذا الوباء و تحصن بأسباب النجاة، فإنه لن ينسى ما مر به من صعاب في مواجهة هذا الفيروس، أما من استهان به و لم يأخذ بأسباب الوقاية و النجاة فإنه و بلا شك لن يعتبر أو يتعظ مهما طال الزمان. ختامًا فإننا دائمًا ما نتساءل هل هذا الوباء على غضب من الله على الناس؟ و حقيقًة فإن خير إجابة لهذا السؤال هي ما ورد عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - عن الطاعون فأخبرها أنه كان عذابًا يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون، فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كُتب له، إلا كان له مثل أجر الشهيد .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;