هل تتذكرون فيلم لصوص لكن ظرفاء، هل تتذكرون مدى البهجة عند مشاهدتنا لاتنين من اللصوص الظرفاء يحاولون سرقة الجواهرجى من خلال الشقة الموجودة فوقه.
هل تتذكرون مدى تعاطفنا معهم برغم كونهم لصوص، ومشاعرنا المتضاربة عندما قبض عليهم فى النهاية واكتشاف جريمتهم، هكذا شعرنا عندما شاهدنا مسلسل بـ100 وش مسلسل مرح متقن للغاية رسمته المخرجة كاملة أبو ذكرى بإتقان شديد فالمسلسل أحداثه منطقية متسلسلة محكمة.
فعلى هذه الطاولة تبدأ الخطة من خلال أفراد العصابة ثم يبدأ التنفيذ وتتسارع دقات قلب المشاهد معهم لاهثا فى معرفة ماذا ستكون النتيجة مرورا بصعود الأحداث وصولا للذروة ثم النهاية التى تسفر على نجاح العملية.
فيطمئن المشاهد رغم كونهم لصوص ويقومون بفعل بغيض، وذلك لأن المخرجة جعلتنا نحب شخصيات العمل ونتوغل فى تفاصيلهم وروحهم المرحة الخفيفة، ولأن أيضا جاءت القصة محكمة بناء على قواعد الدراما من بداية ووسط ونهاية، حتى ولو كانت مجموعة مواقف طريفة كل منها على حدة بها بداية ووسط ونهاية.
فتقبلها الجمهور لأنها جعلت أيقاع المسلسل سريع غير ممل، ولأن المخرجة أيضا أجادت فى رسم شخصيات الحدوتة، فلكل شخصية ملامح مميزة، فى طريقة الكلام، والأسلوب والشخصية، وكل منهم جاء من مستوى اجتماعى غير الآخر، فكلاهم مختلفين وفى هذا الاختلاف والتنوع
لذة وإبداع.
فكنا ننتظر بشوق ماذا ستقول الفنانة (دنيا) التى قامت بلعب شخصة نجلا فى هذا الموقف أو ذاك بإدئها السلس الطبيعى للغاية وكأنها جارتك فى الحى التى تقطن به أو أحد الأشخاص البسطاء الذين تقابلهم فى يومك العادى.
وماذا سيفعل أو يقول إسلام إبراهيم هذا الوجه الكوميديان المميز، الذى يؤدى دوره أيضا بمنتهى الطبيعية والعفوية وكأنه يلعب لعبة متمكن منها للغاية فأضاف روح فكاهى عالى فى أحداث المسلسل.
أما عن أسر ياسين بقوة أدائه ظهر لنا وكأنه المايسترو الذى يحافظ على ظبط النغمات وظبط الأيقاع، ونيللى كريم (سكر) فى هذا المسلسل ظهرت لنا بشكل آخر غير المعتاد فهى خفيفة مرحه تحاول الوصول لما تريد.
نجح مسلسل بـ100 وش بسبب اختلافه عن الحواديت المتداولة المعروفة، فاختلاف القصة وغموضها جذبنا جميعا إلى المشاهدة وايضا موسيقى التتر، التى كانت أشبه بموسيقى المهرجانات، لكنها غير فوظفت المخرجة هذه الموسيقى بشكل منظم ومميز فى أطار الحبكة فباتت مألوفه بل وجميله على آذان المشاهدين.
والساحة تحتاج إلى هذا التنوع الذى يخرج المشاهد برة أطار الدراما التقليدية والقصص الروتينية التى باتت محفوظة ومملة.