لكل بداية نهاية.. قاعدة تعلمها الكثير منا فى حياته وربما من القصص والروايات التى يقرأها البعض، فالمؤلف أحيانا حينما يريد أن يزين روايته بالتشويق وإبراز المثل العليا، وربما إبراز نتائج الأفعال كى تكون عبرة لمن يقرأ يتخذ تلك القاعدة طريقا له فى السرد والكتابة.
لكننا سنكسر تلك القاعدة فى حديثنا اليوم عن مسلسل "الاختيار" نعم انتهى المسلسل بسرد وقائع حدثت مع بطلنا الشهيد أحمد المنسى ورجاله، نعم أدخلنا المسلسل داخل طريق طويل ملىء بالإثارة والحماس وربما البكاء، نعم سرد لنا المسلسل جزءا من أخلاق الإبطال، ومن المؤكد أننا عايشنا ظروفهم وحياتهم الصعبة، وشاهدنا جزءا من عملياتهم الحربية، لكن انتهى المسلسل وبدأت البطولة.
نعم لقد استطاع الشهيد المنسى ورجاله أن يكسروا قاعدة قوية ظلت أعواما تترسخ فى عقولنا... لقد استطاع المنسى أن يحرك داخل كل مصرى صفات التضحية والإعجاب، لقد استطاع المنسى بعدما مات أن يجعل سيرته عطرة تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل... لقد استطاع المنسى بشجاعته أن يزرع الأمل فى نفس كل مصرى بأن مصر لن تقع أبدا فى براثن التكفير والظلام.. لقد استطاع المنسى أن يزرع فى قلوب طلاب الكليات العسكرية حب الانتماء والشهادة واقتران العمل بالأخلاق.
لقد زرع المنسى فى قلب كل أم مصرية أن تجهز ابنها لينال الشهادة وتلك الدرجة الرفيعة من حب الله والناس، لقد استطاع المنسى أن يجعل إرسال الوطنية والعزيمة والتضحية مستمرا دون انقطاع لجموع الناس.. وما أحب الشعب أحمد المنسى لبطولاته فقط إنما ازداد الحب عندما لمسوا اقتران بطولاته بأخلاقه المهذبة وتعامله المتواضع مع من حوله.
لقد انتهى المسلسل لكن لم تنتهى بطولة المنسى فى نفس كل فرد من أبناء مصر... ولن تنتهى لأن جيشها فى رباط إلى يوم القيامة... الله مصر وشعبها وجيشها