لا أحد منا يعلم الخير أو الشر المقدر عليه في العاجل أو الآجل، فكل ما قدر الله لك هو خير وإلى خير، وإذا وقع شيء خلاف ما تحب فتذكر قول الله -جل جلاله-: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
ورب محنة تلد منحة، وبلاء تجلى عن نعماء، فإن النصر مع الصبر، والفرج بعد الكرب، وإن مع العسر يسرًا؛ فأحسن الظن بالله، ولا تجعل لليأس طريقًا إليك، وتذكر قول الحق -سبحانه وتعالى- في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ، وإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ).
فإذا كرهت شيئًا أصابك، أو سمعت خبرًا أزعجك، فقل «لعله خير»، ليرتاح قلبك، وتطمئن نفسك، وكن دائم التوكل على الله، راضيًا بما قدر وكتب؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ“.
وكما قيل: رب أمر تتقيه.. جر أمرًا ترتضيه خفي المحبوب منه .. وبدا المكروه فيه.