إن خوارج العصر ... هم كلاب النار ... يعيشون بيننا فى كل أجهزة الدولة بمختلف أنشطتها وفروعها ... أيضا هم بيننا يمارسون الأعمال الحرة (تجارة وزراعة وصناعة ومهن حرة أخرى) ... هم منابع تغذية من يقومون بقتل أولادنا وأحفادنا على أرض سيناء وغيرها بما يحققونه من مكاسب التعامل معهم ... أيضا يعملون فى مواقع استرتيجية على درجة كبيرة من الأهمية ألا يكونوا فى تلك المواقع ...
إنهم تغلغلوا فى مرافق الدولة ومن بينها وزارة الصحة بمختلف التخصصات ... هم ثعالب ينتظرون انتهاز فرص من خلالها يتم زعزعة الاستقرار بالدولة ... لتضيع هيبة الدولة أمام أمل المواطن فى الانتقال إلى غد أفضل ... وكانت الخيانة التى تعجب الناس جميعا من اقدامهم عليها هى الاستقالة الجماعية لعدد ليس قليل من الأطباء... تخطيط مسبق لمخطط إجرامى كان يجب ألا يمس المهنة التى تحمل صفة الإنسانية ...
واسمح لى أن أرجع بذاكرتى الى الوراء كثيرا ... أثناء حرب الاستنزاف وكان لى شرف المشاركة فيها ... كان موقعى على الضفة الغربية لقناة السويس ... وكان طيران العدو الاسرائيلى ينطلق فى اتجاه قواتنا صباح كل يوم ... ومن طلقات ( الفيكرز ) تم كسر ساقى الايمن .. وشج الرأس ... وقطع بجلد البطن ... وتم نقلى وزملائى المصابين إلى مركز الإمداد بالرجال الملحق بالمستشفى العسكرى بالقبة ... وظننت أن إصابتى سوف تحرمنى من العودة مرة أخرى إلى الخطوط الأمامية حيث كان شعار مصرنا بمختلف الأعمار ( مصر أولا ... مصر دائما ... النصر أو الشهادة ) ... وصلنا إلى مركز الامداد بالرجال ... وتم عمل اللازم لنا جميعا ... وبعد ثلاثة ايام ... جاء احد ضباط سلاح التوجيه المعنوى يسأل كل مصاب على حدة ... كان السؤال ( هل تفضل ان تكون بالخطوط الخلفية لوحدتك العسكرية بالقاهرة أم تعود مرة أخرى إلى الخطوط الأمامية ؟) ... وكان رد القلوب يعلو صارخا من افواه الجميع نعود الى حيث الخطوط الأمامية نقدم ارواحنا فداء لمصر ...
كان من بيننا زميل أصيب بحروق النابالم من الدرجة الثالثة وبتر ساقيه ويديه ... سأله ضابط التوجيه المعنوى نفس السؤال على حدة ... وكان الرد... أعود حتى أشارك بما استطيع حتى لو كان صوتى لا تحرمونى من شرف استكمال مهمتى ... لم يتخاذل احد .. وعدنا وتم العبور ... وتحقق النصر بإذن الله ...
ليس كل الأطباء على شاكلة من اقدموا على تقديم استقالاتهم هروبا من ميدان معركة انسانية ضد جائحة كورونا ... إن القاعدة العريضة لأطباء مصر هم وطنيون يعشقون كل المصريين بمختلف دياناتهم يواجهون الموت كل يوم لا يثنيهم خطورة الفيروس اللعين عن اداء رسالتهم الانسانية ... ايضا لنا فى اولادنا قصص وعبر ... الكثير منهم اخفى عن أهله أنه يقضى مدة خدمته على أرض سيناء ... حتى لا يكون القلق عذابا لأهله ... وقصص التضحيات كثيرة ثبت منها أن الوطن أغلى من النفس على النفس الوطنية ... الوطن حياة.. حياة جيل وأجيال قادمة ... حقا لم يقدم أى من الضباط استقالته بل منهم من سعى راجيا ان يكون فى مقدمة الرجال لا يخاف مواجهة كلاب النار ... لا يخشى الموت .
واسمح لى أن أسأل (أما آن الاوان لتطهير مرافق الدولة من ( الاخوان اللامسلمين ) ... ليسوا فقط لامسلمين ... بل إنهم لا ينتمون إلى أى دين سماوى ... إنهم اتبعوا الشيطان فأضل أعمالهم ... أما آن الاوان لاتخاذ قرارات لا تقل اهمية عن مواجهة الارهاب على أرض سيناء؟ ... الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة ... النوع الأول أدواته السلاح بكل انواعه والذخيرة بكل أحجامها وأشكالها حتى المحرم استخدامها... أما النوع الثانى ولا يقل خطورة عن النوع الأول هو تخريب العقول وقتل الانتماء وبث الفتنة وزعزعة الامن الداخلى ... وإمداد قتلة أولادنا وأحفادنا بالمال وخلافه .
* اللهم احفظ مصر .. وشعب مصر ... ورد كيد المارقين الى نحورهم ... واهدى اصحاب اتخاذ القرار الى تطهير المواقع منهم ... آمين
***