القارئة رنا محمد عبد الكريم تكتب: لن تجد مثلها

بلغت الثمانية من عمري...رأيتها تبكى بشدة.. كنت أراها كل يوم تبكى بغرفتى بجانبي.. ولكننى صغيرة لم أدرك حينها ماهى فيه...أو ماذا تقول.. ولكننى سمعتها تقول…. يا ألله ….لاترنى بها سوء.. لاتجعلنى أعجز عن أى طلب تطلبه...لم أع حرفاً مما قالت. ولكننى كنت أجدها كل يوم تفعل ما بوسعها لتلبى لى كل ما أحتاجه….. كنت أجدها من كثرة التفكير بى وكثرة البكى لا تأكل حتى ضعفت وأصبحت هزيلة…. وأنا كنت لا أفهم شيئا.. كيف لها أن تضحى كل هذه التضحية من أجلي؟.. هذا ما أدركته اليوم وأنا أحمل ابنتى بين يداي.. وأنا أتعب فى فترة حملى بها... وأخاف وأقلق بأضعاف.. وأنا أراها أمامى وأتمنى أن أجلب لها ذاك القمر من السماء... كم فهمت اليوم يا أمى كل ما كنتِ تعانينه؟... أتمنى الآن أن أراكى أمامى ولو لحظة.. أعوضكِ فيها عن كل فعل سيئ قد بدر مني.. أعلم أن الزمن لو رجع فلن أستطيع تعويضك أيضاً ولكننى سأحاول بكل طاقتي.. لا يدرك أحداً أهمية ما يمتلك إلا بعد أن يفارقه هذا الشىء الهام.. ويفوت الأوان... كل بنت وكل ابن لا يدركون أهمية هذه الوالدة التى تعد كنزا هاماً…. لا يدركونه إلا بعد أن يكون لديهم أولاداً.. وخاصة البنت حين تصبح أما... حينها تدرك فقط كل ما كانت والدتها تفعله أو حتى تقوله.. أدام الله والدتكم وأطال فى عمرها...إن كانت لا تزال على قيد الحياة….ورحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته إن كان قد اختارها لتكون عنده..