القارئة مى أحمد حامد تكتب: سجلات المشاهدة لا تكفى

أنت تتفق معى أن لا بيت يخلو من الأطفال وأيضا تتفق معى أن أطفال هذا الجيل ليسوا كما كانت الأجيال السابقة فالأطفال أكثر وعيا من ذى قبل -يرجع ذلك الى .... وجود العديد من التطورات الحديثة فى التكنولوجيا والتعليم وأساليب التربية الحديثة وغيرها.. لجعلهم أكثر وعيا أو كما يقال أكبر سنا.. *وأيضا تتفق معى أن الأطفال أصبحوا يجيدون التعامل مع الإنترنت وأصبح الطفل من عمر الثلاث سنوات يقضى ساعات طويلة لمشاهدة الأفلام الكرتونية والقصص وغيرها عبر اليوتيوب هل سبق لك مشاهدة ما يشاهده طفلك؟ أعلم أن هناك من يراقب أطفاله من خلال سجل المشاهدة، ولكن يكتفى بالنظر إلى العناوين من الخارج ولا يقوم بفتح الفيديوهات ليرى ما محتوى هذه الفيديوهات. فى تلك الأيام انتشرت قناوات عديدة على اليوتيوب للأطفال تقوم بعرض قصص من خلال بعض الألعاب ويقومون بنشرها دون أدنى مراقبة إذا كان هذا المحتوى يتماشى مع سن الأطفال أم لا؟، فهم كل ما يريدونه هو المكسب لا غير .. كثير من القنوات أصبحت تبث قصصا درامية من وحى خيالهم وأيضا قصص مخيفة وجرائم قتل وحوادث وكثير من المحتويات التى لا تتناسب مع الأطفال، ومع ذلك تحقق نسبا عالية من المشاهدة وهذه النسب دليل على أنك لا تعرف عن طفلك شيء. ولكن ما تأثير ذلك على الأطفال؟ إن الطفل فى هذا العمر يكون أكثر تركيزا مع مثل هذه القصص والافلام فيقوم بتسجيل وتخزين كل ما يراه ويسمعه ونتيجة لذلك يصبح الطفل عنيفا بعض الشيء والشعور بالخوف والأحلام المفزعة فى هذه السن والأخطر من كل هذا مرض التوحد الذى انتشر بكثرة في هذه الأيام وذلك لقضائه معظم اليوم وهو يشاهد فقط دون أى رد فعل ومع استمرار هذا يقوم الطفل بفقد التفاعل والكلام مع من حوله *وأنت تتساءل ما سبب هذا؟ عليك أن تعرف أن اللوم لا يقع فقط على ما تبثه القنوات ولكن الجزء الكبير من ذلك اللوم يقع على عاتقك انت.. فعليك ان تجعل له وقتا محددا لمشاهدة ما يرغب به من كرتون وقصص.. وايضا مراقبة ما يشاهده وليس مجرد معرفة العناوين ولكن عليك أن تشاهد ما يشاهده ..وايضا عليك ان تجعله اكثر فاعلية مع من حوله وليس مجرد آلة تصور وتسجيل فقط . -طفلك أمانة معك إلى أن يكبر فأنت الذى تجعله إنسان سوى .. *أما بالنسبة للقنوات التى تعرض مثل هذه الاشياء فلابد من وجود رقابة عليها ولابد من إجراءات تمنع نشر مثل هذه المحتويات التى تضر بأطفالنا ولا تنفع سوى من ينشرها......