هل أصبح الضحك حقا قناعا نواجه به الأشخاص نلبسه كل صباح ونخلعه كل مساء مثقلا بالابتسامات المزيفة....
ترى هل نحاول خداع أنفسنا أم خداع الآخرين؟؟؟
كثير من هم يضحكون تلك الضحكات التي تعبر عن الحزن الشدي، ضحكة في صوت شاحب كأزيز النيران، أشخاص يضحكون بصوت عالي ليظهروا للبشر مدى فرحهم، ولكنهم من الداخل يتألمون ألما كبيرا لا يمكن للعقل تصوره. يعتقدون أنهم بضحكاتهم السريعة التي تتعالى بين الأصوات سوف تسبب لهم الفرح وتمنحهم السعادة حقا ولكن عكس ما يحدث هو أن ضحكاتهم هي من تظهر وتكشف سرهم.
إن وراء كل ابتسامة يضحكونها حزن شديد فليس كل من يضحك سعيد فوراء كل ابتسامة حزن شديد ومقولة أيضا مشهورة قيلت على لسان بشر "لا تحسبوا أن رقصي لكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم". وهكذا نحن نحاول أن نخفي جراحنا بواسطة ضحكات تتعالى خوفا من أن نكشف أحزاننا للبشر خوفا من الضعف والبكاء أمامهم وكأن البكاء حرام وعيب.
قصتي أكثر أنسبها لشباب العصر هذا والمعتقدات الموجودة بأن الرجل لا يبكي أي وكأنه لا يوجد له أحاسيس ولا مشاعر ولكن اكتشاف قوي وصريح هو أن الرجال هم من يجب أن يبكوا وإلا سوف تتراكم مشاعر الحزن لديهم حيث إنها تولد الانفجار، فلا يمكن لنا أن نكبت مشاعرنا المحزنة حتى تكبر وتولد لنا الانفجار. شعور غريب أشعر به وسؤال أطرحه على نفسي لماذا لا يبكي الرجال مع أنهم أكثر الناس يواجهون المشاكل أهل حرم عليهم البكاء؟ أم كان عيب على رجل أن يذرف الدموع؟ لو كان هكذا السبب فأين يخفي الرجل مشاعره المحزنة؟ أين يذهب بها؟ أهل ممنوع أن يبكي ممنوع أن يغضب ويكسر ألأشياء وقت غضبه؟. نعتقد أن الرجل هو من يتمالك نفسه عند الغضب صحيح ولكن إلى متى؟ حتى تتراكم المشاكل لتى لديه ولا يستطيع حلها. لذلك يجب على الإنسان أن يظهر مشاعر صادقة حتى لو كانت حزينة ومؤلمة حتى لو احتاج الإنسان للبكاء أمام جميع البشر فلا تكون هزيمة له، فالإنسان القوي الذي يعبر عن مشاعره بصدق ولا يغش العالم من حوله بأنه سعيد ويضحك ليضحكهم ويجعلهم سعداء وهو يتألم على حسابهم، لا وألف لا.
فيجب عليك أن تفرح وتحزن كالعالم وأن تشكي همومك إذا احتجت فلن تكون هزيمة لك ولا لغيرك. هناك من يعيش حالة حب مستعصية ويحب بجنون ولكن الحظ لم يوافقه فيحزن حزنا شديدا فيحاول أن يظهر مشاعره بضحكات تتعالى ولكن بصوت حزين يظهر على وجهه ابتسامة الحزن، والأكبر هو الشيء الذي يكشف سر الحزن وهما أعين المرء. فإن ضحك ولم يظهر بصوته فأعينه توضح لنا حزنه وتكشفه لنا وتكشف بأنه لا يجيد تمثيل الأدوار ولا تمثيل السعادة وهو حزين انه لشيء صعب للغاية بان تحاول أن تخفي أحزانك وتستبدلها بسعادة .
فلا تدفن حياتك بيديك ."انبع أملا، تعيش بكرما" فلا تخفي مشاعرك لكي لا احد يستغلك ويستغل عواطفك.
ولكي لا تضحك ضحكة الألم بدلا من المرة مرتان.