تعالت الأصوات فى الوقت الحاضر تنادى بضرورة تطوير منظمات الأعمال، وفقًا لمعايير أكثر رقيًا تحقق التوازن بين كفاءة العمل وأخلاقياته، ودعا البعض إلى أنه لا يكفى أداء العمل بطريقة صحيحة فقط، بل يجب أداء هذا العمل بسلوك صحيح.
وأصبحت الأخلاق منطلق رئيسى، ومهم لحياة المنظمات، ووظائفها، فالمنظمات اليوم تحتاج لمعايير أخلاقية، وقيم تضبط العمل بها، وتحكم تصرفات أفرادها، والتى تتفق فى مجملها مع القيم التى تسود المجتمع.
ومن هنا، اتجهت الإدارات الحديثة فى عدد من المنظمات لتطوير منظومة الأخلاق بها عبر ما يسمى بالميثاق الأخلاقى (Code of Ethics)، يلتزم به جميع العاملين، ويتأسس هذا الميثاق عادة على أخلاقيات المهنة، وقيم المجتمع، إضافة إلى قيم المنظمة، كما أنه يلتزم فى إطاره العام بأهداف المنظمة وتوجيهاتها.
إن المنظمات التى تنتهج المسار الأخلاقى تعد من أكثر المنظمات نجاحًا، والتى لها القدرة على مواجهة العديد من العقبات، كما أن ممارسة إدارة المنظمة لسلوكيات القيادة الأخلاقية، مثل العدالة، والنزاهة، والأمانة، والإيثار، وتمكين العاملين، والاهتمام باحتياجات العاملين، يساهم فى تحسين النتائج التنظيمية، من خلال تعزيز الالتزام التنظيمى وسلوك المواطنة التنظيمى بين العاملين.
كما أن الالتزام بالمبادئ والسلوك الأخلاقى سواء على مستوى الفرد فى الوظيفة أو فى مهنة معينة أو منظمات الأعمال، يعد ذو أهمية كبيرة لمختلف شرائح المجتمع، حيث ينعكس على الالتزام بمبادئ العمل الصحيح والصادق، ويبعـد المنظمات عن أن ترى مصالحها بمنظور ضيق لا يستوعب غير معايير محددة تتجسد فى الاعتبارات المالية التى تحقق لها فوائد على المدى القصير، ولكنهـا تكون بالتأكيد ذات أثر سلبى فى الأمد الطويل.
ومنذ عام 2007، قام معهد "Ethisphere"، الذى يُعد أحد المؤسسات العالمية المتخصصة فى تحديد معايير ممارسات العمل الأخلاقى وتطويره، بتكريم الشركات الأكثر أخلاقية فى العالم، والتى يعترف بدورها الكبير فى التأثير على المجتمع والعمل.