كفى يا تجار النار
كفى فقد طفح الكيل ..
ومات فينا الخير ..
انتهى زمن الفارس وزمن الخيل
صرنا بقايا بقايا
من مناظر دماء الضحايا
طفل يبكى أباه
وقد صار بلحظة حطاما
وأما أمست إحدى السبايا
لا صوت إلا للمدافع تعوى
والموت ينشر خيمته فى كل الزوايا
والقاتل يحكى خيبته على المرايا
يضحك فى جنون ..
فليس من عاقل من يحكم بالدماء
جالسا على كرسى الغباء..
ليفتخر بأنه بطل الرواية
وأب ينتحب .. آآآآه يا بنى
ما بوسعى أن أمنع عنك البلايا
ما بيدى أمسح دمعا ..
أكفكف حزنا سكن الحنايا
يا عمرا ضاع فى وهم اسمه الوطن
بأى ثمن باعنى الآثم للمحن
يا بنى وأنت فى البعد القريب
بين يديا ولا تسمع ندايا
سامحنى إذ ما عاد بحضنى الأمان
ما عاد صدرى يصد عنك غدر الزمان
فقد اخترقته رصاصة العدوان
من أخى ..
لتصيب قلبك البرىء
قلبك الملىء بالحب والحنان
من يحاسب من ..
ومن ارتكب كل هذى الخطايا ..
أمن أجل ملك زائل
أم أن القتل هواية
اترك الطفل الصغير ..
واجلس فوق هاماتنا نحن الضحايا
اصنع من أجسادنا سفينة ..
ومن قلوبنا مبخرة لتخفى بها رائحة المنايا
واترك أطفالنا واعطهم فرصة ليحزنون
ربما يأتى يوما ويتذكرون
إن كان لهم أباء هنا يجلسون
أو كان لهم عنوان إليه يأوون
كفى دماء كفى ..
الشوارع صرخت من الأنين
وشكت دماء الراحلين ..
ونحن ليس أمامنا إلا الموت..
وقد ضنوا أن يسألوننا
بأى طريقة تقتلون
أفى البحر أم بالمدافع والمقاصل
أم على النار تحرقون و تفحمون .