كل ما عليّ فعله أن أتوسم فيك خيراً، أما أن أكنّ لك حباً فهذا شأنك، كذلك مكانتك التي ترغب في الحصول عليها تبقى مسئوليتك، فالمواقف وحدها القادرة على أن تصنع منك شخصاً استثنائياً أو أن تبقيك شخصاً عادياً لا يختلف عن الآخرين.
أؤمن أن مكانة الأشخاص لا تتكون بكلامهم اللطيف الذي يتوددون به في البدايات من أجل التقرب، ولا تتشكل وفقاً لعدد السنين ولا بالأوقات التي نقضيها سوياً أثناء وقت الفراغ.
لا يمكني أن أتذكر عدد من شاركوني لحظات سعادتي، ولكن أستطيع أن أخبرك كم شخصاً حجبني عن أعين الناس عندما كنت منطفئاً، كم شخصا تقاسم معي وحدتي، وتسلل لي في أوقات عزلتي، كم شخصاً احتملني أثناء فوضويتي، وصمت حين شعرت برغبة عارمة بالبوح الممزوج بالبكاء، وتكلم حين كنتُ في أمس الحاجة لكلماته لكي أطبب بها روحي وأرمم بها نفسي من جديد.
فإذا كنتم لم تدركوا الفرق بينهما حتى الآن، فعليكم أن تلتفتوا جيداً لكلمة "عدد " عندما ذكرت أوقات فرحي، وبين كلمة "شخصاً " عندما ذكرت أوقات انكساري، فأنا أتذكرهم جيداً لأنهم قليلون.