لقد خلقنا الله فى هذه الدنيا لحكمة يعلمها عز وجل، كما قال فى كتابه العزيز "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وقد تنوعت أشكال العبادة وأساليبها، حيث نجد العبادات الدينية التى تتمثل فى الصلاة والصوم والزكاة وغيرها.
ونجد أيضا العبادات الدنيوية، وتلك هى أساس الجدل القائم فى الدنيا. لقد خلقنا الله فى هذه الدنيا للعبادة، وليس معنى أن الهدف محدد وواضح أن الطريق اليه أيضا واضح، بل يختلف من شخص لآخر، وتتنوع ما فيه من عقبات ومصاعب. ولذلك نجد كثيرا من الناس يصابون بالضعف واليأس فى أول الطريق، واخرين ينحرفون عن المسار الصحيح الى مسارات أخرى لها أهداف غير التى خلقنا الله من أجلها.
وقد نتج عن التنوع والاختلاف فى الطرق والعقبات أن تنوعت أدوارنا فى الحياة، فكل انسان له دوره المتمثل فى مهارته أو مهنته كالطبيب الذى يداوى الناس، والمهندس الذى يساعد فى بناء مساكن تأويهم،والمحامى الذى يحقق العدالة وينصر المظلومين، والجندى الذى يحمى المواطنين ويحقق الاستقرار والأمن والنظام. كل له طريقته وله دوره الذى خلقه الله له.
وكنتيجة واضحة لانحراف بعض الناس عن المسار الصحيح أن ظهر لهم ثقافة معينة مخالفة للنهج الإلهى، وقد عبروا عنها بسلوكيات وتصرفات تعكس اقتناعهم بتلك الثقافة ورغبتهم فى نشرها، حيث يحرصون على فرض تلك الثقافة على الناس. ولذلك فقد تنوعت أساليبهم وسلوكياتهم من ذم وسب الناس الذين يتبعون النهج الصحيح، بالإضافة إلى ضربهم واستعمال العنف معهم، وقد تجلى هذا واضحا فى الإرهاب الذى تحاربه قواتنا المسلحة فى سيناء.
ومع تطور الحياه وازدياد نفوذ أولئك المنحرفين تبلورت أدورانا وأهدافنا، وتوحدت فى اطار هدف واحد، ألا وهو انقاذ الناس من أولئك المنحرفين، والقضاء على ثقافتهم الهدامة. ولتحقيق ذلك الهدف نعمل كل فى مهنته وبطريقته التى وكله الله للعمل بها. ان القضاء على أولئك المنحرفين ليس مهمة القوات المسلحة فقط بل مهمة كل انسان على أرض هذا الوطن لأنها قضية قومية، فذلك الخطر يهدد جميع المواطنين، ولذلك يجب أن نعمل سويا للقضاء عليه. فبينما تحارب قواتنا المسلحة بالبندقية والقنابل نحارب نحن أيضا بالعقل والقلم لمنع انتشار تلك الثقافة الهدامة فى عقول المواطنين.
إن الواقع الذى نعيشه لا يعبر عن الحقيقة لأنه يختلف من شخص لآخر. فالواقع الذى يعيشه أولئك المنحرفين يصور لهم حقيقة مزيفة،وأنهم يجاهدون من أجل اعلاء كلمة الله، بينما يعيشون فى ضلال يقودهم الى الهلاك. والواقع الذى نعيشه نحن لا يعبر أيضا عن الحقيقة، فكثير منا يتساءل كيف نكون على حق، ونحن محاطون بالمصائب كل يوم. الواقع يصور لنا أننا مخطئون، ولكن الحقيقة أننا من سيفوز فى النهاية لأننا على حق. كلنا جنود فى هذا الوطن، ولابد أن نعمل كى نحافظ عليه امنا.