لا شك أن أزمة انتشار فيروس كورونا يجب أن توصف باختبار عصيب لمقدرات وإمكانيات حكومات العالم، فلم يكن العالم على موعد منتظر لإدارة تلك الأزمة التى كبدت العالم بأسره خسائر بشرية ومادية فادحة، لم يستثنى منها أحد على الإطلاق.
إن هذا الوباء المفاجئ الذى نال العالم بأسره لم يضع الوضع الصحى بمفرده فى مأزق بل فرض تحديات هائلة، وألقى بظلاله على الوضع الاقتصادى والاجتماعى فى كل بقاع الأرض، بحد يمكن أن يوصف بالحدث الأكبر الذى يهدد الوجود البشرى والثروات المجتمعية.
لقد أحدثت تلك الأزمة حالة من الارتباك والذعر سواء على المستوى الفردى أو المستوى المجتمعى بأسره، فضلاً عما فرضته من تغيير كبير فى أولويات الحياة، فلقد رتبت تلك الأزمة الأولويات التى جعلت كل العالم يضع نصب أعينه المقدرات الصحية والإمكانيات البشرية والعلمية، فلقد أصبح التعليم والصحة بمثابة سفينة نجاه لأى مجتمع على وجه الأرض.
ولقد أدركنا أن العالم يتصارع ويتسابق من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة الفتاكة محاولاً منه إيقاف الخسائر البشرية ونزيف الاقتصاد الذى أنهك العالم بأسره.
على أى حال، بالرغم ما أحدثته تلك الأزمة من تداعيات سلبية إلا أنها أيقظت كثيرا من القيم الإيجابية، وأعادت بعض الأخلاقيات المفقودة، من بينها أنها خلقت حالة من التكاتف والتضامن بين الناس وقت الشدائد، وأيقظت داخل الإنسان حقيقة لا جدال فيها وهى الموت الذى كان ما يظن الإنسان ابتعاده عنه فأصبح الموت قريب من كل إنسان مما أحيا ما بداخله من مراجعة النفس ومحاسبتها عند حلول البلاء.
إن هذا الوضع الاستثنائى الناجم عن انتشار فيروس كورونا أحدث بعض الجوانب الإيجابية فى حياتنا فحقاً "الأزمات تخلق الفرص".
أخيراً ، ستمضى أزمة كورونا ويبقى الإنسان الجديد الذى سيعيش فى عالمه الجديد وبسلوكه الجديد الذى فرضته علينا تلك الأزمة.