عندما تقف على مخبز ترى يقينا أن الناس أصناف وطبقات. الطبقة الأولى الممتازة، يعتقدون أنهم من نوع فريد لا بد من معاملتهم معاملة فريدة دائما عند شرائهم الخبز، تجدهم لا يحترمون الصف ويتخطون كل الواقفين بالساعات فى الطابور الصباحى ويعرفون طريقهم جيدا ومكانهم عند سير مرور الخبز، يقفون فى ترقب لكل رغيف فى وسط الأرغفة أكبر حجما وأحسن صنعة فتجذبه أناملهم الرشيقة وتضعه على قفص خاص بهم كى يبرد داخل المخبز ويعبأ فى كيس وينصرف الواحد منهم فى زهو مارا على الطابور الواقف بالساعات غير مهتم بهم.
أما الطبقة الثانية طبقة الناس الغلابة يكون نصيبهم الخبز على أى وضع غير ملدن. أو صغير الحجم بعد طابور شاق يأخذونه فى صمت وراضين فى ضيق داخلى غير قابل للتعبير. فى كسرة نفس مع مشاق الوقوف طويلا فى الصف رغم مرض البعض منهم.
وهناك طبقة ثالثة طبقة أنا مستعجل هذه الطبقة مكانها بجوار الصف تتخطى الواقفين فى الطابور وتحصل على خبزها فى أقل وقت حسب علاقتهم بصاحب المخبز أو مصالحهم مع صاحب المخبز أو خوف صاحب المخبز منهم.
هذا روتين يومى تشاهده على باب كل مخبز يشعرك أن الناس طبقات، لكن يا ترى من الأفضل من هذه الطبقات؟ بالتأكيد تشيرون إلى طبقة أهل السحلة، لكن الحقيقة الخيرية والأفضلية ليست لأهل السحلة أو أهل طبقة أنا مستعجل، لكن الخيرية والأفضلية عند الله لمن خشى الله واتقاه وحافظ على شعور الناس والتزم بالصف واحترم نفسه واحترم الآخرين، وليس لفضل عربى على أعجمى إلا بالتقوى، والله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورنا بل إلا قلوبنا. فاستقيموا يا أهل السحلة وعودوا إلى رشدكم والتزموا بالصف فأنتم اليوم من أهل السحلة وغدا عندما تتغير الأحوال حتما رغما عن أنفسهم ستذوقون طعم الوقوف فى الصف وتتحسرون على حالكم.