لم أتمن لأحد سوءا قط، حتي هؤلاء الذين تفننوا في وجعي. ما تمنيت لهم المرور بتلك السلاسل اللامتناهية من المشاعر القميئة، والغياهب المروعة، وأمواج الحزن الشرسة.
لي أسبابي في هذا؛ أري أن ما شعرت به أصعب من أن يحتمله بائس آخر في هذا الكون حتي وإن كان آثمٌ قلبه. لكن إذا لم أرضَ لبشرٍ بهذا كيف لهم أن يحيطون روحي بمثل هذا العلقم! تسبح أفكاري وحيدة في وادٍ غير ذي زرع حتي ترتطم بصخرة تزيد من خدوشها فتدمي بغزارة ويشاهدها الجميع دون تأثر، وكأن دماؤها مستباحة. تسقط العبرات متتالية فتمتزج بالدماء، تسير بداخلها باحثةً عن مكان لنفسها علها يستقر بها المقام وتهدأ.
كلما تأكدت العبرات أنه من المؤكد ألا تجد مكانا لها تسكن فيه من صرخاتها، كلما امتزجت بها الدماء تلطخ حباتها النقية بلا رحمة معلنةً أن النصر اليوم لها.