اِنتَقَلَتْ إلى ضيعة جديدة، وكأي ساكن جديد تفتح النافذة وإذ بها ترى شابًا جميلًا ووسيمًا ... كلاهما للآخر كأنهما يعرفان بعض جيدًا منذ زمان طويل...نظرا
أطالا النظر في عيون بعضهما البعض، شعرا بحنين لم يشعرا به من قبل
مرت عدة ثوانٍ على هذا الحال ثم مضيا كلاهما.
توالت الأيام وكل منهما يخرج في نفس الميعاد فقط لينظرا إلى بعضهما، وكأنهما يقولان كلما يريدانه بعيونهما ثم يدخلان
وفي هذا الصمت الغريب أحبا بعض حبًا شديدًا، ولأول مرة تكلما، وقررا بدء قصة الحب
بالكلام لا بالنظرات فقط .. كانا يتكلمان كثيرًا، يحكيان لبعض كل تفاصيل يومهما من خلال هذه النافذة، يمزحان كثيرًا ويغضبان من بعضهما أحيانًا أخرى
ولكن لم يكن لهما سوى بعض!
وذات يوم دخلت عليها أمها لتفهم سبب وقفتها المستمرة في هذه النافذة، فخجلت من أمها كثيرًا
التي لم تفهم سبب خجلها أبدًا، ثم دار بينهما حوار نزل عليها وكأنها فقدت على إثره الوعي تمامًا
عندما علمت ثم تأكدت أنَّه لم يكن يوجد أي أحد
ينظر لها من هذه النافذة...
لقد كان سرابًا في خيالها هي فقط!!
انسكب عليها الحزن والألم الرهيب وكأن شخصًا ما جاء وقسَّم قلبها نصفين بآلة حادة للغاية.
حينها علمت بمرضها اللعين " مرض الاحتياج المُلِحْ "
ومع قرارها في أن تتعالج قررت أيضًا ترك هذه الضيعة تمامًا
كي لا تعود تتألم مرة أخرى مع حبيبها الوهمي.