أشد أنواع الخسارة: أن تخسر شعوراً كان يكنّه لك أحدهم، أن تدفعه ألا يكترث لأمرك، بعدما كان يلتفت لمجرد سماع اسمك، أن ينقلب حبه إلى حالة من اللامبالاة تجاهك، ألا يعد يتأثر بما ورد عنك من أخبار، أن يتوقف فجأة عن إبداء النصيحة، أن يبقى صامتاً مهما بدا له من أخطائك، ألا يبذل جهداً في إصلاح عيوبك، ألا يسع في إيجاد تبرير لك أو محاولة لدفاع عنك.
أن يغمره شعوراً بالراحة كلما ابتعد عنك، وأن ينسحب من تلقاء نفسه فور حضورك، أن تتوقف يده عن مهاتفتك، وألا يعد يهتم بقراءة رسائلك الجديدة القابعة في صندوق بريدك منذ زمن بعيد، أن يمرر صورك سريعاً كلما ود استرجاع ذكرياته، أن يقطع كل سبل التواصل التي من شأنها أن تخلق حديثاً أو تجلب مقابلة.
قد ينجح الاعتذار في أن يجعل شخصاً يسامحك ويتغاضى عن زلاتك، ولكن إذا تعلق الأمر بانعدام الرغبة وانطفاء الشعور، فاعلم أنه رحيل بلا رجعة حتى وإن اعتذرت ألف مرة.