تغفو عيونٌ ولا يفعل قلب ينبض بما شعر ورأى. تلك التفاصيل هى ما جعلت الروح تدب فيه وأبقته حياً، فأصبح في صحوه ونومه يرسل نبضاتٍ تضاهي أروع السيمفونيات، فماذا يهم بعد أن يحيا قلبك؟!
أغمضت عيناها وقالت: أريد أن أذهب حالاً إلي مكان ليس به بشر أو ضجيج، حيث لا صوت يعبر أذني سوي صوتك ولا تري عيناي سواكَ.
مرر أصابعه بين خصلات شعرها الأسود ونظر لها في حيرةٍ متسائلاً: ومن أين لنا بهذا المكان يا حبيبة القلب؟
ضحكت تلك الضحكة الطفولية التي يعشقها وقالت: يمكننا أن نستعين بالخريطة!
أسرع قائلاً ولِمَ الخريطة؟! فالنذهب للصحراء!
قطبت جبينها قائلة: لا أحب حرارة الصحراء في مثل هذا التوقيت من العام.
قال في حيرة: لا بأس، ستكون جزيرة في البحر حل رائع لأمنية حبة قلبي.
ابتسمت ممتنة لأفكاره التي دائماً ترضيها وسألته في حيرة هذا عني، أما أنت فإلي أين تود الذهاب؟
أطال النظر إلي عيناها وأسرع قائلاً بلا تفكير: لا حاجة لي أن أعرف فأنا دائماً طريقي إليكِ.