إن التواصل التربوي هو أساس وجوهر العملية التعليمية، وخير وسيلة لتحققها بالشكل المرغوب فيه، وقد تكلمت في المقالين السابقين عن مفهوم التواصل التربوي وأهميته في نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها. ولكن هناك الكثير من الصعوبات التي قد تواجه عملية التواصل التربوي وفيما يلي بعضاً منها مع محاولة إيجاد بعض الحلول لها:
• قلة الكوادر المدربة سواء من العاملين بوزارة التربية والتعليم أم من العاملين بالمجال التقني والفني، ويمكن التغلب على ذلك من خلال الاستعانة بالكوادر المدربة سواء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات أم من العاملين بالوزارات المختلفة، وكذا الاستعانة بالمتخصصين في المجال التكنولوجي من الكليات والمعاهد التكنولوجية المختلفة.
• ضعف دافعية العاملين بالمدارس من إداريين أو معلمين على الاشتراك أو الاستمرارية في الدورات التدريبية وورش العمل التي تقدمها الوزارة لتطوير مهارات التواصل التربوي، ويمكن التغلب على ذلك بإثارتهم وتحفيزهم سواء باستخدام طرق تدريبية مشوقة أو وسائل تعمل على جذب انتباههم أو السماح بالمرونة في اختيار المواعيد والمحتوى ونظم التقويم.
• استخدام الأساليب التقليدية في الدورات وورش العمل، ويمكن التغلب على ذلك من خلال الاستعانة بالأساليب الحديثة في التدريب وتطوير الذات.
• ضعف قناعة الإدارة المدرسية بدور التواصل التربوي في تطور العملية التعليمية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال تفعيل الدور الرقابي على الإدارات المدرسية، وكذلك ربط الترقي في الوظائف الأعلى بمدى مساهمة الإدارة المدرسية في تحقق علمية التواصل التربوي بشكل أكثر فاعلية، ومدى مشاركتها في ذلك من خلال الأبحاث والأنشطة التي تمارسها داخل المدرسة وخارجها.
• قلة الإمكانات المادية والبشرية التي تمتلكها المدرسة، ويمكن التغلب على ذلك من خلال البحث عن مصادر تمويل إضافية سواء من خلال مساهمة أعضاء المجتمع المحلي أو رجال الأعمال.
• عزوف الطلاب عن المشاركة في عملية التواصل التربوي نتيجة لسبب ما أو لأخر مثل الخوف الناتج عن صدمة المدرسة الأولى (في المرحلة الابتدائية كمثال)، ويمكن التغلب على ذلك من خلال وجود مرشد طلابي يعمل على اكتشاف أسباب ذلك العزوف والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.
• التحديات المجتمعية المعاصرة مثل: الزيادة السكانية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال التوسع في إنشاء مدارس جديدة ذات مساحات مقبولة وكذلك التوزيع الصحيح لطلاب على هذه المدراس، والتوزيع الملائم للطلاب داخل المدرسة وتقسيمهم داخل حجرة الدراسة إلى مجموعات صغيرة كورش عمل؛ ولكل مجموعة قائد يتغير مع الوقت. وكذلك تحدى الدروس الخصوصية، ويمكن مواجهتها بجعل الدراسة في المدارس الابتدائية قائمة على الأنشطة دون الحفظ، وتحسين الحالة المادية للمعلمين والإداريين على حد سواء، وتشديد العقوب على من يقوم بها مع مراعاة تنفيذها وبدقة. وغير ذلك من التحديات والصعوبات.