القارئ يحيى فؤاد الشلقانى ‎يكتب: نهاية العالم.. ليس كورونا

يا إلهى.. إنه لا يفرق بين صغير أو كبير أو غنى وفقير ولا عامل أو وزير.. أو حقير أو أمير.. أو حتى بين سلطان أو خفير.. هكذا كانت أراء أربعة من عباقرة و نوابغ العلم من بعض العلماء الذين تم اختيارهم من بين آلاف العلماء فى مختلف التخصصات العلمية من اكثر الدول تقدماً فى شتى مجالات علوم التكنولوجيا مثل العلوم الفيزيائية والكيمائية والكونية.. قالوا ذلك وهم يراقبون إبادة الفيروس لبنى آدم والارتفاع المستمر فى منحنى الإصابات والوفيات فى دول العالم أجمع من خلال تكنولوجيا خرائط تحديد المواقع والإحصائيات الدقيقة خلال الــ 24 ساعة بينما شرد بعضهم وهو يتأمل صورة تم تكبيرها آلاف المرات بالميكروسكوب لذلك الكائن الذى لا يرى بالعين المجردة. لقد فشلوا فى التوصل إلى علاج نهائى لكورونا بعد آلاف من المحاولات اليائسة بالاشتراك مع جهابذة علوم الأدوية وتم تجربة خلاصة علمهم لإنتاج دواء إيجابى يقضى على الفيروس لإنقاذ الملايين من البشر... لكنهم اعترفوا أخيراً بأن الأمر خارج عن السيطرة واتفقوا على أن فيروس كورونا سوف يتسبب فى نهاية العالم وليس لديهم حيلة أو حتى لديهم القدرة على إيقاف زحفه المستمر، وأن الحلول المتاحة فقط هى اتخاذ الإجراءات الاحترازية بالحرص على النظافة والتعقيم واستمرار عزل البشر داخل منازلهم وحثهم على الصلاة فى المعابد لإيقاف انتشاره. هل تتخيلوا.. ! دول قامت بصنع أشد الأسلحة فتكاً على وجه الأرض.. يديرون العالم بالروبوتس والحواسب الآلية.. ويستطيعون توجيه أسلحتهم التدميرية الموجهة إلكترونياً بأنظمة الملاحة الحديثة للقضاء على أى هدف فى أى مكان فوق سطح الأرض.. بل واستطاعوا بناء محطات فضائية عملاقة فى الفضاء تمهيداً للبحثً عن كوكب بديل للأرض لكى يستطيعوا أن يعيشوا عليه مستقبلاً لأنهم ما زال لديهم هاجس منذ أمد بعيد بأن نهاية الأرض أصبحت وشيكة وأنها على حافة الحاوية، وكانوا يخافون تلك اللحظة التى سوف تكون واقعا افتراضيا إما عن طريق الأوبئة والميكروبات أو عن طريق الحروب التدميرية أو عن طريق هجوم كائنات فضائية كما يؤمنون.. إنها أساطير صنعها بعض الملاحدة من أصحاب التيارات العلمانية والحركات الصهيونية التى تريد السيطرة على العالم. لقد أصبح كورونا رغم ضآلة حجمه يشكل عنواناً للرعب ونشر فوبيا الخوف بين أبناء البشر لأنه هاجم فجأة وبضراوة على شكل لم يكن يتوقعه أحد فى عصر العلم والتكنولوجيا.. بل كان هجومه أشد ضراوة من هجوم هولاكــــــو وهتلر وكل الأباطرة والجبابرة الذين قاموا بسفك الدماء وعاثوا فساداً فى الأرض على مر الزمان. أصبح كورونا العدو رقم واحد للبشرية.. لا أحد يستطيع أن يتصدى له حتى الآن وما زال هذا الكائن الخفى يحصد الآلاف من الأرواح ويقتحم الحصون والملاجئ ويعبر المحيطات والأنهار والجبال والصحراء.. لا أحد يستطيع أن يقف فى طريقه أو يحاربه برغم إمتلاك البشر لأقوى الأسلحة والتكنولوجيا إلا أن الجميع وقف عاجزاً عن صناعة ترياق مضاد لوقف زحف كو - رونا.. وأصبح الصديق يشفق على العدو.. وبات الجميع خائفون ويتوقعون ما هو أسوأ خلال الأيام القادمة.... دخل الجميع سباق رهيب فى محاولة للسيطرة على انتشار كورونا وما زال ذلك العدو الخفى كما يقولون يسخر منهم ومن علومهم ومن قوتهم ويستمر فى الفتك بهم.. بعضهم يعتقد أنه ليس بميكروب بل يعتقدون أنه جيش من الكائنات الفضائية جاءت لتدمير سكان الأرض واستعمار الكوكب.. وبعضهم يعتقد أنه لعنة إلهية جاءت عقاباً للبشر لتدخلهم فيما لا يعنيهم من علوم لاستنساخ البشر.. وآخرون يعتقدون أنه أحد الأسلحة البيولوجية التى صنعت لتدمير اقتصاد الدول بدلاً من الحروب التقليدية.. والحقيقة التى يغفل عنها الجميع أن نهاية العالم لا يعلمها إلا خالقها وأن لها أشراطاً كما حدثنا نبينا المصطفى محمداً صلى الله عليه وعلى آهل وصحبه وسلم.. وأن هذا الكائن الخفى كو - رونا هو جند من جنود الله كالرعد والبرق والريح و الطوفان إلخ .. والتى يرسلها سبحانه وتعالى كأية من آياته إلى الجبارين والمتكبرين والمتعجرفين الضالين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم لعلهم يتفكرون أو يرشدون أو يرجعون إلى طريق الحق وعبادة الله الواحد الأحد الصمد ولا يشركون به شيئاً.. وها هو إنذار صغير لهم.. سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم. فى النهاية لا بد لنا أن نقول الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.. فالمسلم يعلم تماماً أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له وأنه سبحانه وتعالى خير حافظ وهو أرحم الراحمين، وهو القائل فى قرآنه فى سورة البقرة (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) ).. و أنه طالما حافظ المسلم المؤمن على وضوئه وأذكاره وصلاته وعباداته فإنه محصن ضد كو - رونا أو حتى إبليس نفسه أو أى فتن أخرى سوف تحدث مستقبلاً، وأنه يؤمن تماماً بأن الموت هو الحقيقة والنهاية التى كتبها الله لكل كائن حى مهما كان جبروته وقوته وطغيانه وسلطانه لكن متى أو كيف؟.. فلا يعلم الغيب إلا الله، ولكن تعلمنا من قرآننا وسنة نبينا المصطفى أن لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;