كثير منا قد ساورتهم الشكوك وملأت نفوسهم المخاوف من أن اتجاه الرئيس السيسى نحو إنشاء مجتمعات عمرانية وحضارية جديدة عامة وعاصمة إدارية جديدة بصفة خاصة سوف يقلل الاهتمام عن القاهرة الخديوية والإسلامية بما تحمله من تاريخ طويل وشواهد أثرية متعددة ونهر صنع حضارة مصر وأسس تاريخ المصريين.
فذهب بعض المتربصين بأن العاصمة الجديدة إنما تأتى لخدمة رجال المال والأعمال وأن الإقامة بها ستكون للصفوة والطبقات العليا من أغنياء مصر، لكن الواقع والأيام ومحركات الأحداث والمشروعات التى يتم الكشف عنها تباعا تثبت بما لا يدع مجالا للشك فى أن الرئيس السيسى وضع نصب عينيه ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد البلاد أن يعيد اكتشاف مصر وتقديمها للمصريين فى أبهى صورة وللعالم فى أرقى منظر فقد تعب وعانى المصريون كثيرا من تردى الخدمات والإهمال والعشوائيات التى كانت تشوه وجه مصر وتعكس حياه غير آدمية لبشر يعيشون وسط جبال وتلال من القمامة والأوبئة ومواطنين يسيطر عليهم السخط ويملائهم الضيق من صعوبة الحياة وضغط المعيشة وتعسر تأدية أنشطة الحياة اليومية وسط عالم صاخب ملىء بالمركبات والبشر مع ضيق ومحدودية مسارات وطرق العمل سواء للمواطنين أو المستثمرين ورجال الأعمال الذين يؤخذ فى اعتبارهم أثناء التفكير أو الإقدام على إشاء أى مشروع مدى سهولة وانسيابية الوصول إليه مع انتظام الخركة المرورية وتقليل حوادث الطرق بأنظمة تحكم حديثة وشاشات مراقبة ودوريات متحركة فكم من مسافرين لم يتمكنوا من اللحاق بطائراتهم نتيجة حوداث طرق أو اختناقات غير محكومة داخل العاصمة او على الطرق المؤدية إليها.
فكانت الرؤية الثاقبة والنافذه للقيادة السياسية بأن تفتح مصر المجال لتنفيذ آلاف المشروعات القومية من طرق وكبارى وأنفاق تضغط الوقت وتسهل تحركات الناس من وإلى القاهرة والأقاليم والمدن الجديدة وداخل القاهرة فيما بينها مشروعات تحركت جميعها على التوازى وبتكلفة تجاوزت أربعة تريليون جنية من تطوير العشوائيات وتحديث لميادين القاهرة بشكل يراعى التنسيق الحضارى ويحفظ الهوية المصرية إلى كبارى وأنفاق روعى فيها التصميم الأنيق وقوة وسرعة التنفيذ.
فلطالما عانى الجميع من ضياع الوقت ذهابا وإيابا إلى أعمالهم ورجال الأعمال الذين تستغرق أعمالهم ساعات فى أمور لا تحتاج سوى دقائق ورحلات سياحية كانت وفق الجداول يتم عدم ضغطها نتيجة الزحام وصورة الحركة، حيث لا يستطيع فوج سياحى بتنفيذ برنامج زيارات وجواب سياحية لزيارة أكثر من موقع فى اليوم الواحد مثل المتحف المصرى والأهرامات مثلا أو زيارة مصر القديمة مساجد وكنائس مع النزهة فى جولات حرة فى شوارع وطرقات العاصمة والتقاط صور.
كانت العشوائيات ومقابر تعج بالسكان فى شكل مخزى ويصدر دعاية سيئة عن مصر والآن أضحى الأمر مختلفا وفق رؤية واضحة تستهدف إحداث نقلة نوعية فى مصر والمصريين طفرة فى أسلوب وطرق المعيشة لم يفت فى عضدها لا محاربة إرهاب فى سيناء ولا تحديات تربص أعداء الخارج ولا تفشى وباء الكورونا.
وكان لمصر لقاء مع افتتاحيات عظيمة وطفرة فى الإنجازات فى هذا العام مثل المتحف الكبير وتحديث قصر البارون وتغيير كلى فى شبكة طرق وكبارئ القاهرة ولكن تم أرجاء افتتاح المتحف الكبير لانشغال العالم ومتابعة فيروس كورونا ولا ننسى مأتم من تطوير لمدينة الفسطاط وعين الصيرةوالتى أضحت تنافس أجمل المواقع العربية من حيث أسلوب العرض وجمال المنظر الكلى القاهرة الحضارية التى كانت وستظل عاصمة الجمال والتحضر مع قيادة وشعب يعيد اكتشاف نفسه ويضيف لإنجازات الأجداد مشاريع نفخر بها ونسعى بجد وفى سباق مع الزمن لتحقيق المزيد والجديد كل يوم.