القارئة آلاء نشأت تكتب: اللغة الأم

يتسارع أولياء الأمور على دخول أولادهم مدارس أجنبية؛ فبالطبع دراسة اللغات مهمة ومطلوبة في سوق العمل. ولا يمكننا أن ننكر أهمية دراسة اللغات سواء عن طريق المدرسة أو عن طريق الدراسة الحرة فيما بعد، لأنه في ظل التعاملات الدولية التي تتم بيننا وبين دول العالم والتواصل الذي يحدث بيننا وبين شعوب مختلفة وخاصة في المجال السياحي فبالطبع دراسة اللغات الأجنبية ستكون عاملا أساسيا للحصول على بعض الوظائف. ولكن هناك فرق بين تعلم لغة أجنبية وبين التخلي عن الهوية المصرية والعربية؛ للأسف يتخلى بعض الناس عن هويتهم المصرية والعربية ويتحدثون معظم الوقت باللغات الأجنبية وهذا ما نشاهده في البرامج التليفزيونية أو في الأفلام والمسلسلات (دون أن يكون ذلك ضمن الأحداث الدرامية) أو على البرامج التي تعرض على منصات التواصل الاجتماعي أو حتى في حديث الأصدقاء بين بعضهم البعض. والكارثة لا تكمن في استخدام اللغة الأجنبية في الحديث فقط، ولكن الكارثة تكمن في كتابة بعض الشباب للغة العربية، ففي بعض الأحيان نجد أخطاء إملائية كثيرة في الجملة الواحدة أو في الفقرة الواحدة وهذا يدل على عدم الاهتمام باللغة العربية. بل إننا نجد أحياناً بعض الشباب يستبدلون الحروف العربية بحروف أجنبية أثناء الكتابة. إن تصرفات الشباب مع اللغة العربية سواء من حيث استخدام لغة أجنبية في الحديث أو استخدام الحروف الأجنبية في كتابة الكلمات العربية يقتل اللغة العربية تدريجياً. للأسف لا يقدر البعض أهمية اللغة العربية، تلك اللغة العظيمة التي تمتلك الكثير من القواعد اللغوية. لا يقدر الشباب أهمية نُدرة اللغة العربية، فكم من لغة أجنبية منتشرة في أكثر من دولة مثل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها سكان فرنسا وبعض المقاطعات في كندا وبعض المقاطعات في سويسرا، وكم من دولة حول العالم تتحدث اللغة الإنجليزية، وكم من دولة تتحدث اللغة الإسبانية مثل بعض الدول في أمريكا الجنوبية ودولة اسبانيا في قارة أوروبا، أما اللغة العربية فيتحدث بها سكان الدول العربية وبعض الأجانب الذين يدرسون اللغة العربية. يعتقد بعضهم أن كثرة استخدام اللغة الأجنبية في الحديث تجعل الأجانب منجذبين إليهم ولكن كثرة استخدام اللغة الأجنبية وتفضيلها عن اللغة العربية لا تجعل منا شعبا متطورا ولا تجعل الشعوب الأخرى منبهرين بنا. فإن التطور الحقيقي يكمن في اهتمامنا بلغتنا ومحاولتنا للإلمام بكل لغواياتها وبكل قواعد اللغة العربية. وإن الانبهار الحقيقي يكمن في تمسكنا بهويتنا العربية وتمكننا من إجادة لغتنا العربية مع القدرة على التواصل مع الشعوب الأخرى والتحدث معهم بلغاتهم بطلاقة. إن الاهتمام بتعليم الأطفال لغات أجنبية والحرص على نطقهم للغة وتحدثهم للغة الأجنبية بطلاقة وكتابتها بشكل صحيح أمرٌ ضروري، ولكن عدم الاهتمام بتعليمهم لغتهم العربية (اللغة الأم) بشكل صحيح يُعتبر جريمة في حق اللغة العربية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;