تركت أزمة كورونا العديد من الآثار (السلبية والإيجابية) على كافة فئات وأفراد المجتمع في كافة بلدان العالم بلا استثناء، وقد تأثرت فئة الاطفال والطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بتأثير جائحة كوروناcovid 19 وما تطلبته من حظر للتجمعات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي المباشر والبقاء بالمنازل طيلة اليوم والليلة لشهور عديدة، فضلًا عن تعطيل المدارس والمراكز المهتمة برعاية وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد تناولت دراسات عدة تاثير جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي على الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها ما تناوله تقرير مكتب دعم ودمج الاطفال ذوي الاعاقة في شهر أبريل الماضي، حيث أشار إلى تأثير غلق المدارس ومراكز التدريب على مستوى الاطفال من ذوي الإعاقة والذين كانوا يتلقون التدريب بانتظام مما ساهم في تدهور حالاتهم سلوكيًا ومهاريًا واجتماعيًا، علاوة على ذلك فإن بقاء الاطفال من ذوي الإعاقة فترة طويلة بالبيت، خاصة حالات التوحد التي كانت تحصل على برامج لتعديل السلوك وتنمية المهارات اليومية والتواصل الاجتماعي، والتي لم تنفذ أسر هؤلاء الأطفال برامج موازية تعوض فجوة تعطيل الدراسة.
إن الفترة القادمة والتي ستكون بعد انتهاء جائحة كورونا أو التعايش معها تتطلب تكثيف الجهود من أسر ومتخصصي تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة/، لتعويض ما فاتهم والنهوض بمستوياتهم بما ينمي قدراتهم وهو ما ينطبق أيضًا على نظيرهم من الفئات الأخرى.