القارئ مصطفى محمود يكتب: ثقافة جيل تائه بين الماضى والحاضر

يختلف كل جيل من حيث موروثه الثقافي وعاداته وتقاليده وفقا للحقبة الزمنية التي نشأ فيها ووفقا لظروف المجتمع والبيئة المحيطة به فنجد أن البيئة التي ينشأ فيها الطفل تنعكس علي تصرفاته وتعاملاته وأخلاقه ومبادئه وأفكاره، فالطفل الذي ينشأ في بيئة سليمة ومحيط معتدل وعادات وتقاليد يغلب عليها الالتزام حتما يمكنك أن تتوقع الي حد كبير شخصية الطفل عندما يصل إلي مرحلة الشباب والمراحل التي تليها فتخرج هذه البيئة التي تربي ونما فيها نموذج ملتزم وصالح ومعتدل في أفكاره، والعكس في الجانب الآخر لو أنه نشا في بيئة ملوثة فكريا لا تحوي بجعبتها أي مبادئ أو اساسيات فأنه سيكون خطرا علي نفسه وعلي البيئة التي يعيش فيها بل علي المجتمع كله ولكن السؤال هنا ما الذي يشكل وجدان أبنائنا؟ بالطبع ما يشكل وجدانهم البيئة المحيطة بهم ولكن كيف تؤثر البيئة علي أفكارهم؟ فنجد في الماضي كانت الأجيال أكثر تحضرا وأكثر التزاما بالعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة لأن المحيط البيئي التي تربوا فيه كان أكثر أمانا من التعرض إلي الانحراف الأخلاقي والفكري والسلوكي فلم يكن هناك ما يسمي بأغاني المهرجانات الهابطة والتي تحتوي علي ألفاظ خادشة للحياء والتي يرددها الأطفال والشباب دون وعي بما ينبا بكارثة تنعكس علي أخلاقهم وسلوكهم، نجد في الماضي كان هناك فن راقي وأغاني لها مغزي ومعني ولا تحتوي علي أي ألفاظ خارجة فهناك فارق كبير بين أجيال نشأت علي فن راقي وهادف وبين اجيال تردد اغاني مهرجانات وتتابع ما يدعون بأنه نوع من انواع الفن، ومنها علي سبيل المثال برامج مثل التوك توك والفيديوهات المتداولة من خلاله أشياء هزلية بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا، وعلينا جميعا أن نستفيق من غفلتنا ونواجه كل ما يعكر صفو حياة أبنائنا ويغير من سلوكياتهم وأفكارهم، ألم يأن لنا أن نبحث عن القدوة والأمثلة المؤثرة ونبرزها للجيل الحالي؟ السبيل الوحيد لخروجنا من نفق التأخر هو بناء اجيال واعية وقادرة علي البناء ومواجهة أعباء الحياة والمضي قدما نحو مستقبل باهر لدولتنا ولامتنا بشكل عام علينا أن نتعلم من دروس مجتمعات دمرها الجهل والفكر المنحرف وسيطرت عليها الفوضي . فبناء جيل قوي يستوجب علينا أن نثبت له اثاثات قوية والا سيهدم البنيان فوق رؤوسنا جميعا ونهدم ماضينا بحاضرنا . فابدأ بنفسك مرمما اثاثات منزلك جيدا حتي يتثني لك البقاء والسير نحو مستقبل أفضل للجميع.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;