القارئة منال حسنى تكتب: الروتين اليومى ليس من سنن الله فى الأرض

يتحدث الكثير منا عن الملل أو الروتين اليومى الذى يلاحقه طوال اليوم أو طوال حياته.. ترى شخصا لا يجد وصفا للحياة سوى أن "الحياة مملة"، غالبا ما يحضر إلى ذهنى عند سماع هذه الجملة أو عندما ينتابني الشعور بالملل، يحضرني تعاقب الفصول الأربعة: ربيع - صيف - خريف - شتاء، فماذا لو كانت الحياه شتاء فقط أو صيفا فقط أو ان الطقس واحد مدى الحياة بلا تغيير؟، فنحن عندما يأتي فصل الشتاء مثلا، نجد أنفسنا أمام كسر للروتين الحياتى بشكل تلقائي وما يستدعيه هذا التغيير من تغير لنمط ملبسنا وطعامنا وشرابنا وعاداتنا اليومية وما إلى ذلك، وكذلك عندما يأتي الصيف ونحن ننتظره بفارغ الصبر لكى نجدد أنشطتنا وننطلق بكل بهجة مع أفراد العائلة للذهاب إلى المصيف ونحن فى حاله اشتياق كبير لكل ملمح من ملامح هذه الفصول، هذا الاشتياق نفسه ثم اننا نجد ما كنا ننتظره على شوق، فيه تجديد للروح وهو نعمة لأنفسنا وأرواحنا ولكننا لا نشعر بذلك، نعم فإن تعاقب الفصول الأربعة فضلا عن ضرورته لحركة الكون واستمراريته ، فهو مظهر رائع من مظاهر التغيير والتجديد إذا تأملنا فقط السؤال : ماذا لو كنا نعيش فى الحياه بطقس واحد لا يتغير؟. سؤال بسيط؛ ماذا لو انت جالس واضع يدك على خديك وانت تشعر بالملل والرتابة وطرق عليك احد أصدقائك الباب وإذ يفاجئك بإعطائك دعوة لحضور حفل أو مناسبة سعيدة فى اجمل الأماكن؟! بالتأكيد سوف تسعد بذلك وأنه جاء إليك فى وقته، فماذا عندما يدعونا الله -عز-وجل لحضور عيد عظيم كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، ماذا بدعوه من الله إلى عباده للفرح والبهجة والسرور ومشاركه هذه الفرحة مع أحبابنا، تخيل أن الله يدبر لك الفرح، يخلق لك عيدا تتجدد فيه الروح بينما كنا نعيش يوما عاديا، باهتا بلا روح. ماذا لو كانت حياتنا بلا هذه التغيرات الإلهية، دائما مانقول خلال شهر رمضان الكريم مقولة دون أن نشعر: ونحن فى الأيام العاديه كنا نفعل كذا وكذا، إذن فإن فى هذا الشهر العظيم نحن نعيش اياما غير عادية، يأخذنا الله إلى رحلة إجبارية جميلة وهادئة من صخب الدنيا إلى سكينة النفس والطمأنينة، وما تحمله تلك الأيام من فرص عظيمة لتتغير حياتنا كلها بدعوة نتمناها، أليس كل هذا تغير رائع ومثمر، أليس كل هذا يبعدنا عن اليوم العادى التقليدى، أليست كلها نعم من الله ولكننا لا نتأملها؟. لقد خلقنا الله وخلق معنا منهجا وتشريعا، فالمتأمل لمنهج الله فإنه يدرك من ورائه معانى كثيرة وحكم بالغة لكى يجتمع الدين مع دنيانا، فهو الحى القيوم يحى أنفسنا من العدم ويدبر لنا الامر كله. فعندما تجلس مع إنسان يصف لك الحياة بأنها مملة ورتيبة، اعلم انه يصف ملخصا لحياته هو وليست الحياة التى يدعونا الله اليها بكل معانيها وبكل تفاصيلها. كل يوم هو يوم جديد، وان تشابهت أيامنا فهذا بأسلوبنا نحن الذى نعيشه وفرضناه على أنفسنا من كسل واستسهال وحب الراحه دائما عن عمل اى شىء جديد ومفيد. وأخيرا؛ تأمل سنن الله وحكمته من الأمور فى كل شىء، تجد نورا ينير لك حياتك.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;