لا تؤذي الآخرين بقسوتك .. ولا تؤذي نفسك بطيبتك، فكن معتدلاً بينهما. فالعلاقات بين البشر كالمنازل: بعضها يستحق الترميم البسيط .. وبعضها يستحق الهدم وإعادة البناء .. والبعض الآخر يجبرنا أن نكتب عليه للبيع.
هل أن شخصيتك قائمة على تتبع عثرات الناس، والكشف عن نقاط الضعف فيهم؟ ثم ماذا تجني من ذلك؟ ولماذا لا ترى فيهم النقاط الإيجابية أيضاً؟ لماذا يكون الواحد منا، مثل أولئك التلاميذ الذين سألهم أستاذهم عن ورقة بيضاء، فيها نقطة واحدة سوداء، وقال: ماذا ترون في هذه الورقة؟! فبحثوا فيها، حتى وجدوا النقطة السوداء فقالوا: نرى فيها نقطة سوداء. فقال لهم: ألا يوجد فيها شيء آخر؟ قالوا: أبداً، لا شيء غير نقطة سوداء. فقال: تأكدوا، ألا ترون شيئاً آخر؟ قالوا: أبداً، لا شيء سوى نقطة سوداء. وهنا قال لهم: أفلا ترون كل هذه الصفحة البيضاء؟ لماذا تبحثون دائماً عن "النشاز" وكل شيء شاذ؟.
إن المطلوب منا أن نكون إيجابيين. ننظر إلى الحياة من خلال رؤية سليمة ومنصفة، ونقيم علاقتنا مع الناس على أساس أن 99% منهم طيبون وصادقون، وما يخالف ذلك فهو الشاذ الذي لا يستحق الاهتمام به.
إن أرقى أنواع الأناقة والتهذيب والأخلاق، هو الانسان الذي يبتعد عن “القيل والقال”، لأنه يكون صاحب أخلاق راقية وتربية بيتية ومسيحية، لا تسمح له إلّا بإظهار التهذيب والرصانة والنضج المطلوب.
لا تدع أبداً اليوم لسانك يسبق تفكيرك، فالكلمة الجارحة والهدامة لا تسترد والكلمة المتسرعة توقع في المشاكل. انتبه وفكر في كل كلمة تقولها.
أظننا نحتاج لأن نراجع كثيراً من قناعاتنا وجداول المعايير التي نضعها لأنفسنا ونطبقها على الآخرين!