لقد ابتلي سيدنا أيوب عليه السلام بمرض استمر معه لمدة 13 سنة، وفي أحاديث أخري استمر لمدة 18 سنة، وابتلي جميع الأنبياء بأمراض مختلفة، وبابتلاءات متفاوتة، ومختلفة في شدتها فمنهم من ابتلي في جسده، ومنهم من ابتلي في ولده، ومنهم من ابتلي في دينه، ومنهم من ابتلي في زوجته ومنهم من ابتلي بجماله كسيدنا يوسف عليه السلام.
الابتلاءات مختلفة في أنواعها كي تمحص قلوبهم وتجعلهم أشد قربا لله سبحانه وتعالي وليكونوا عبرة للجميع.
وقد ابتلي الإنسان حاليا بمختلف الأمراض الحديثة كالسرطان والإيدز، وأمراض الكبد الوبائية، ولم يكن هناك تنمر مثلما نري الآن مع مصابى فيروس كوفيد 19.
لماذا هذا التنمر ولماذا هذا الخجل؟؟؟؟
كوفيد 19 مثله مثل أي مرض آخر يحتاج إلي الشجاعة في المواجهة والتصدي له للحفاظ علي أرواحنا وأرواح من يخالطوننا كي نستطيع أن نعبر الخطر بكل بسالة.
يجب عليك ألا تخجل من المرض فهو ليس كمرض الإيدز ينتقل عبر الاتصال الجنسي لتكون مذموما ومحرجا منه، بل ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من فمك أثناء العطس او الكحة، وليس لك دخل به، فلماذا هذا الخجل الذي يجعلك تصمت وتدفن رأسك بالرمال بل يجب عليك أن تكون شجاعا محبا للخير، معترفا بخطورة موقفك وموقف من يقترب إليك من أهلك وأحبابك.
فموقفك كموقف الجيش الأبيض لا يقل أهمية بالتصدي للمرض ومعالجة خوفك وخوف أهلك بقرارك أنت وحدك.
المرض جاء ليهذب نفوسنا ويصلح أحوالنا ويختبر صبرنا فلذا من الواجب ألا نسكت عن الحق وأن نعترف بكل شجاعة إذا أصيب أحد من أهلنا أو أحبائنا للجميع حتي يأخذوا كل الاحتياطات اللازمة.
استغفروا الله كثيرا حتى يزيح هذه الغمة ويروى صبرنا بانتصارنا علي هذا الوباء
حفظكم الله جميعا ........
لا تجعلون أصابعكم في آذانكم وتستكبروا عن خطورة هذا الموقف ويستحضرني هذة الآيه الكريمة
قال الله تعال:
" قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " . صدق الله العظيم