أنا لست من هواة النظر فى المرآة فهى لا تنصفنى دائماً فهى صريحة واضحة لا تعرف التجميل وهذا سر هروبى منها، وفجأة على غير العادة حدثتنى نفسى للنظر فى المرآة، ربما قد غير الزمان من حدتها، لكنى نهرتُها فعاودتنى نفسى وألحت على مرة تلو الأخرى، فقررت النظر خلسة وخوفاً من المرآة فرأيت الشيب الأبيض تسلل إلى رأسى فتابعت النظرة تلو الأخرى وأحضرت مرآةً أخرى فرأيت كأن رأسى ليل مظلم أنارته النجوم ووجهى تجعد ملأته الثنايا والخطوط فكأنما أصبح وجهى كبيت للعنكبوت فسرعان ما تساقطت الدموع من عينى فهممتُ برفع يداى لكى أجفف دموع عينى فوجدت أن يداى قد تجرح وتألم عينايا فأنا أعمل بيداى منذ الصباح الباكر حتى المساء الساهر فمالى ومال أمثالى من النظر فى المرآة فهى تحكى قساوة ومرارة الحياه وأخيرا كسرت المرآه لأعيش فى هناء.