قلت لك مُنذ اعترافك لى بأننى أمتد من أصول غجرية فضحكت مُستنكرًا أن طريقة تفكيري وملامحي الهادئة لا تمت لأشكال الغجر بشيء عدا هيئتي المُبعثرة.
فتعمدت كثيرًا إخفاء هذا الجزء مني متيقنة أنك فور التقين من وجوده ستمل وترحل، عرفت أنك ستمل ردودي القصيرة علي أحاديثك كما ستمل غلقي للمكالمة بعد مرور عشر ثوان فقط متحججة بأسباب جميعها واهيه، علمت أنك ستشعر بأن قلبي كالصخر لم يعرف الحب طريقًا له، فرأيت أنت كل هذا ولكنك لم ترى الجانب الإيجابي في كوني أنا، فبالرغم من شكلي المبعثر وأشيائي التي لم تُنظم من قبل إلا أن داخلي يحتوي على النقيض تمامًا، فتلك مشاعري التي لم تهتم بها أبسط من أن تنظمها أبجدية فبدلًا من رسائل الغزل أكتفي بنظرة خاطفة وسط تجمع، نظرة تُشعرك بأنني أراك أنت فقط دون الجميع، وتهتم أن تعرف أنني بحجم كرهي للمكالمات الهاتفية أنني فقط أنتظر أن تدعوني لمشاهدة شروق الشمس معًا، لهرولت إليك أُسند رأسي وجسمي الهزيل على كتفك الصلب، أن نتشارك الصمت معًا، فتلغي الحفلة الصاخبة وتصطحبني لنتشارك قطرات من القهوة وقصص نحكيها صامتين.
كان عليك أن تُحسن لغة الصمت، أن تهتم لصمتي كما تهتم لمبارياتك الكروية فأتذكر الرافعي عندما قال "أريدها تتكلم ساكتة، وأرد عليها بسكوتي، صمت ضائع كالعبث، ولكن له في القلبين عمل كلام طويل" ليتك أحببتني بطريقة الرافعي، أو ليتني ولدت باكرًا فاستطعت اللحاق بزمن يُقدس الصمت ويعلم أن الحب لا يقاس بكلمات الغزل وإنما هو مشاركة وطمأنينة ونظرة خاطفة تشعرك بالسكينة.