أتذكر يوما مبهجا فى الصغرِ...
لم أنسه يوما كنقش الحجرِ
كنت جالسا وبجانبى جدى ...
يصف التاريخ وما به من عبرِ
مُنَمِقٌ فى قَصْة مسترسلُ ...
عن الحروب وما بها من كرِ
وصف لى بلدان من فارسٍ..
إلى الصين وما بينهم من دررِ
وأندلس وخوارزم وأرض الترك..
وقاهرة الغزاة وأرض التمرِ
بين تلك البلدان واحدةٌ أتت ...
ولم أرها فى خرائطٍ أو صورِ
لا أتذكر حتى اسمها أو شكلها....
ربما علمها أزرق كموج البحرِ
فى وسطه نجمةٌ سداسيةٌ...
تدعو الناس إلى الشرفِ والذكرِ
صفعنى والدى صفعةً أفاقتنى...
وتذكرت كلم جدى مدى النظرِ
لام أتت من بعد فاء ثبتت..
وعظمة رباط أهلها مدى الدهرِ
سين وتلك تسويف أمجادها...
فستعود لشعبها والشر فى خطرِ
وطاء طوت بين ثناياها ..
المجد وحولت ترابها الى تبرِ
وياء وتلك خاتمة الحروف....
تختم احتلالها وهو فى ضررِ
والنون تشهد أننا لم نقصد ...
تفريطاً بأمجدها أو شطرِ
إجمع ما بُعثر من الحروف...
تجدها فلسطين أرض الدررِ
إنها فى قلوبنا قبل العقول ...
ولن تمحى أبداً كمد الحبرِ
حفظها الله وأهلها وأقداسها....
من الناس خائنٍ او جائرِ
وآخر القولِ ونعم القول ...
محمدٌ زارها فما من خطرِ