يواجه العديد من النساء مشكلة بالتواصل مع الأزواج، خصوصا مع ضعف” تعبير الرجل عن الحب، وانشغاله بتفاصيل الحياة وأولوياتها، ومع مرور الأيام يتسلل الروتين ويسيطر على حياة الزوجين، ويصبح “فتور” المشاعر سائدا بينهما.
ويوجد خلل فى التعبير عن هذا الحب عند بعض الأزواج، فعقل الرجل يعتقد أن الاهتمام بالعائلة والحرص عليها يكفي ليكون دليلا على هذا الحب، فى حين أن المرأة تميل لسماع ما يؤكد على حب الزوج واهتمامه.
التعبير عن الحب والكلام الجميل غير مرتبط بعمر الزوجة “المرأة الخمسينية لا تكبر عندما تشعر أن زوجها ما يزال يحبها، ويعبر عن ذلك بكلمات تدخل البهجة لقلبها”.
وتبين أنها تعاهدت مع زوجها أن يستمر كل منهما بتجديد حبه للآخر، وذلك بالمواظبة على شرب القهوة الصباحية معا، والخروج كل حين لتناول وجبة العشاء، أو حتى زيارة أماكن كانا يترددان عليها أيام خطبتهما، بالإضافة للقيام بنشاطات تكسر روتين الحياة وتجدد طاقتهما.
عندما يقوم الرجل بالتعبير عن مشاعره يشعر بحب أكبر، وينعكس على الأبناء، وهذا ما تريده لعائلتها.
أما المرأة العشرينية ما تزال تعمل على تغيير العادات لدى زوجها في التعبير عن مشاعره، مضيفة أنها تدرك مدى حبه لها واهتمامه بها، إذ مضى على زواجهما عام واحد، وتشعر بأن الصمت يطغى على حياتهما، وأن عدم التعبير عن مشاعر الحب بالكلام والحديث المستمر يجعل من العيش أمرا روتينيا.
وتخاف أن يستمر الحال هكذا فتصبح حياتها كحياة الكثيرات اللواتي يشكين من روتين الحياة الزوجية رغم وجود الحب.
أن طبيعة الرجل مختلفة عن طبيعة المرأة بكل شيء، حتى في التعبير عن الحب والمشاعر.
فالرجل يعبر دائما بأنه المسئول عن هذه العائلة وأمنها وسلمها، ويكون عادة من خلال تأمين احتياجات البيت والعائلة، وحتى الركض وراء الرزق وتحسين مستوى المعيشة للأسرة. لكنه يغفل كثيرا أن المرأة بحاجة لوجود الكلمة الطيبة والتعبير عن المشاعر بالكلام.
أن الخلافات الأسرية قد تزداد بين الأزواج، وقد لا يستطيعون السيطرة عليها، وعليه تكبر الفجوة بينهما جراء اللوم الزائد من قبل الزوجة لزوجها.
ويرى أن بعض الرجال يتمسكون بطريقتهم في التعبير عن الحب، ويشعرون بأن ما تطلبه الزوجة ما هو إلا كلام مسلسلات تركية على حد تعبير البعض، وأنها قصص خيالية، ما يجعل الأمر يصل إلى طريق مسدود بين الطرفين، وقد تتبدل هذه المشاعر من حب وانسجام إلى عداوة وملل.
وتتفاوت مدى استجابة الرجل لما تطلبه المرأة من حق في التقارب في وجهات النظر وحتى في التعبير عن المشاعر حسب ثقافة الرجل والبيت الذي خرج منه (بيت العائلة)، وهل تربى على وجود الحب بشكل عفوي وصريح؟.
ويرى من حق الرجل على المرأة الصبر والطلب الصريح لما تريده في حياتها الزوجية حتى في طلب هذه المشاعر، لأن الرجل طريقة تفكيره وقناعاته للموضوع مختلفة ولا يجد نفسه مقصرا إلا في حال تم الإشارة له.
ومن حق الزوجة حسن إصغاء الرجل لها، والسماح أن تتكلم براحة عما تريده، لتصبح الحياة أجمل ومناسبة للطرفين.
وينصح الزوجين بأن يعلما أن النقاش وتقبل الآخر والسعي وراء التغيير الايجابي يفيد الطرفين، ويقرب وجهات النظر، ويشعل العواطف من جديد ما يجعل الحياة لا تمل، بكسر الروتين الذي يشكو منه المتزوجون بشكل مستمر.