تعرض موقع التواصل الاجتماعى الأمريكى تويتر المؤسس منذ يوليو من العام 2006م، إلى أكبر عملية قرصنه فى تاريخه، بعد أن تم اختراق ما يقارب 130 حسابا لشخصيات سياسية ورجال أعمال وشركات مالية مؤثرة، لتحدث حالة من الإربكاك فى المجالات الإلكترونية والسياسية والاقتصادية.
ويأتى ذلك لأهمية موقع تويتر كونه من المواقع المؤثرة فى العالم الافتراضى، فما يقارب من 83% من قادة العالم يمتلكون حسابات خاصة لهم على تويتر، إضافة إلى أن عدد الحسابات على موقع تويتر تجاوز 319 مليون مشترك منذ العام 2016.
ليبقى السؤال هنا من هى الجهة التى استطاعت اختراق موقع بحجم وكفاءة موقع تويتر؟ خاصة أن الحسابات التى اختراقها فى الغالب تكون من أكثر الحسابات أمانا، من الوهلة الأولى يمكن القول إن هناك مؤشرات لوجود عدد من الجهات التى يمكن الإشارة إليها بأنها تقف خلف عملية الاختراق وهى على النحو التالى:
الجهة الأولى.. إيران.. يمكن اتهام إيران بهذا الخصوص كونها من الدول المتقدمة فى مجال الحروب السيبرانية وعمليات القرصنة، ولها قدرات عالية فى هذا المجال كما لها أجهزة مختصة فى مجال الفضاء الافتراضى، وانطلاقا من كون موقع تويتر أمريكيا؛ فربما جاء الهجوم الإيرانى الافتراضى كجزء من حالة الصراع التى تعيشه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وللتذكير تفرض أمريكا عقوبات اقتصادية كبيرة على إيران جعلها تعانى من إشكاليات اقتصادية كبيرة، تبعها حالة اضطراب فى البلاد نتيجة لخروج مظاهرات إيرانية احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية فى البلاد، علما أن هناك تاريخا طويلا من الهجمات السيبرانية بين كل من إيران و الولايات المتحدة الأمريكية.
الجهة الثانية.. تنظيمات إرهابية.. من المعلوم أن هناك تنظيمات عالمية إرهابية باتت تمتلك قدرات قرصنة متقدمة، كتنظيم "داعش" على سبيل المثال لا الحصر. وما يعزز من الاتهامات الموجه للتنظيمات الإرهابية هى محاولات الابتزاز التى تقوم الجهة التى اخترقت "موقع تويتر"، من خلال طلبها من الجهات التى اخترق حسابها أن تقوم بتحويل أموالاً من خلال عملة "البتكوين"، وهى عملة رقمية تعتمد التنظيمات الإرهابية عليها إحدى أهم الطرق فى الحصول على الدعم و التمويل المالى.
الجهة الثالثة.. جماعات ابتزاز مالية.. هناك العديد من الجماعات "اللصوص الإلكترونيين" تقوم باختراق الحسابات الإلكترونية المؤثرة بهدف الكسب المالى غير المشورع، حيث تقوم باختراق الحساب وتطالب أصحابها بدفع أموال من أجل استعادتها.
الجهة الرابعة.. جهات مقربة من الرئيس الأمريكى ترامب.. ليس من المستبعد أن تكون عملية قرصنة الحسابات جاء بناء على رغبة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك لسببين الأول حالة الخلاف التى نشبت بين الرئيس الأمريكى ترامب وشركة تويتر على تغريده سابقة، الثانى محاولة إدارة ترامب تأمين الانتخابات الأمريكية المقبلة من أى عملية تزوير واختراق إلكترونى، علما أن هناك العديد من الولايات الأمريكية تقوم بتصويت عبر الإيميل فى الانتخابات، ومما يزيد من الاتهامات الموجه لإدارة ترامب أن الحسابات التى اخترقت، تعود إلى جهات منافسة لترامب. مثل الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما والمنافس الحالى للرئيس ترامب على منصب الرئاسة "جو بايدن".
ختاما ليس من الضرورة أن تكون التفسيرات السابقة هى الوحيدة المتهمة بالاختراق، فروسيا والصين تعتبر أن من أصحاب القدرات المتقدمة جدا فى مجال الصراعات السيبرانية، وهى دول لها اختلافات فى العديد من الملفات مع الإدارة الامريكية.