الخير والحُب، سيظلان طالما بقيت الحياة، فلا تُصدقوا من يقول أن هذه المعانى انتهت، ولم يعد لها وُجُود، فوُجودها قائم حتى قيام الساعة، حتى وإن كانت قليلة، لكنها موجودة، قد يُفسدها سُوء الظن، لكن الظن السيئ مبعثه كثرة تكرارنا لحوارات الكُرْه والخيانة والنذالة، ولكنت إذا بحثنا ونظرنا حولنا، سنجد معانٍ كثيرة وجميلة، لازالت موجودة، والحقيقة أنها حينما تتواجد، تكون صادقة وحقيقية، فتترك أثرًا وبصمة، تعيش على الدوام.
فكُل ما علينا أن نُصدق بوجود هذه الأمور، ولا نكفر بكل المعانى الجميلة، مهما قابلنا من آلام، فالحياة مليئة بالأشياء النقية، الكفيلة بأن تُنْسينا ما مر علينا من متاعب، فلو صُدمت في مائة صديق، فيكفيك أن يكون لديك صديق واحد وفي، فهو بآلاف الأصدقاء، لكن حاول أن تراه بالشكل الصحيح، وأن تُحسن الظن به، وستكتشف أن النبل لازال موجودًا، وأن الحُب سيظل أبد الدهر، وتأكد أنك ستأخذ مما بداخلك، فطالما أن قلبك مُمْتلئ بالحب والإخلاص، فلا مناص من استقرار قلبك على بَرٍّ، كُله تفانى وعطاء.
ففى أحد الأيام، اتصل أحد الأشخاص بصديقه، وطلب منه مبلغًا من المال على وجه السرعة، فرد عليه صديقه قائلاً: "نصف ساعة، وأكون عندك"، ومرت ساعة ونصف، وصديقه لم يحضر إليه، وكلما اتصل عليه، وجد الموبايل مُغلقًا، فصُدِمَ الرجل، وشعر أن صديقه يتهرب منه، وبعد مُرور ساعتين، ومازال مُوبايل صديقه مُغلقًا، أرسل له رسالة، كتب فيها: "شغل جهازك، وكلم اللى عايز تكلمه، لا أريد منك مالاً ولا أى شىء"، وبعدها بربع ساعة، اتصل عليه صديقه وأثناء سُؤاله: "أين تريد أن تُقابلنى؟"، وصلته الرسالة، وبعدما قرأ الرسالة، قال له: "الله يسامحك، ما أغلقت الموبايل عشان أتهرب منك، أنا أغلقته؛ لأنى بعته؛ حتى أُسْرِعَ لك، وأُحْضِر المبلغ الذى تُريده، واشتريت بما تبقى من مال موبايل مُؤقت؛ حتى أستطيع الاتصال بك".
والسبب فى سُوء ظن هذا الرجل، هو اعتقاده أن الشهامة انتهت من الحياة، فسارع إلى تخيل السيئ، والواقع أثبت له أن الحقيقة أجمل كثيرًا مما كان يتمنى، فلو أردت أن تنعم بالحياة، فلا تُسئ الظن بها.